عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

هل هناك فرصة للإخوان في الجنوب

Tuesday 06 August 2019 الساعة 05:48 pm

تاريخ جماعة الإخوان في جنوب اليمن مخزٍ، وفيه من الكوارث والويلات الكثير من الستينات والثمانينات مروراً بما ارتكبوه في 94م من نهب وقتل وفتاوى بحق الجنوب ودورهم في إجهاض القضية الجنوبية، مروراً بالتفجيرات، وإثارة الإشكالات والخلايا التي تعمل على إقلاق السكينة العامة من خلال المظاهرات في محافظات مختلفة وصولاً للتخطيط للعمليات الإرهابية والتي كان آخرها القبض على الخلية الإخوانية المدعومة من قطر من قبل الأمن في عدن... وغير ذلك الكثير.

يتعامل معظم الجنوبيين مع هذا السجل الحافل بالجرائم للإخوان بمسؤولية، حيث يدركون خطورة الجماعة قديماً وحديثاً في تدمير أسس الدولة وزرع بذور الشقاق في المجتمع، ويراقبون كل المحاولات الحثيثة للإخوان في تغيير مدنية وجاذبية مدن الجنوب، وعلى وجه الخصوص عدن كمدينة عابرة للأديان والطوائف وأول مدينة في محيطها العربي تملك التنوع والثراء الفني والثقافي اللامحدود، والذي انتقلت منه الكثير لدول الجوار.

والسؤال المهم اليوم: ما حجم نشاط الجماعة في الجنوب؟ وأين تتركز مواقعها وخلاياها النشطة والنائمة؟ وهل تجاوز الجنوبيون محنة جماعة الإخوان التي يرزح الشماليون تحت وطأتها بالإضافة إلى معضلة الحوثيين؟

يبدو من المبكر القول إن جماعة الإخوان لا أثر لها في الجنوب.. لكن من المؤكد أن هذا الأثر ينحسر تدريجياً ويعمل الجنوبيون من خلال وعيهم المدني وبقيادة مجلسهم وتكتلاتهم وتشكيلاتهم المختلفة على الحد من توسع سرطان الأوطان المتمثل بجماعة الإخوان.

يمكن القول إن محافظتي عدن والضالع لهما قصب السبق في الحد من انتشار الخلايا الإخوانية وأنشطتها المختلفة، وصناعة وعي جنوبي مستوعب لخطورة تواجد الإخوان على مشروع الدولة وعلى المجتمع بشكل عام..

إلا أن محافظات جنوبية كأبين وحضرموت والمهرة ما زالت جماعة الإخوان تجد مسارات تتسلل إليها وتتواجد بلافتات مختلفة بعضها خيري وبعضها اجتماعي وأحيانا لباس أقنعة جماعات أخرى كالسلفية والصوفية والتبليغ... وغير ذلك.

خطورة تواجد الإخوان في الجنوب أصبح ماثلا للجنوبيين، لكن لا تزال مكافحة هذا الوجود المتربص تحتاج إلى منهجية فاعلة للمحافظات الجنوبية كافة.

لكن الباعث على التفاؤل هو أن الحامل السياسي للقضية الجنوبية وضع الإخوان والقاعدة والحوثي كعدو استراتيجي ينبغي التخلص منه وللأبد. وهو بهذا اختصر الطريق للحفاظ على مكتسباته النضالية الطويلة.

أدرك الجنوبيون أن الدولة اليمنية أفسدها الإخوان كما أفسدوا الثورة، وكما يفسدون حاليا الجيش والمقاومة.. وبهذا الإدراك يمكن الإجابة على السؤال الذي طرحناه في أول المقال وبثقة كبيرة، إن الإخوان في طريق المغادرة يوماً بعد يوم لأوكارهم في الجنوب.

ويبقى الوعي الجنوبي سدا منيعا لأي خلايا تنشط تحت أي لافتات..

ويدرك أي متابع أن المزاج الجنوبي أصبح طارداً للجماعة المشؤومة، ويعمل على تتبع ما تقوم به عبر خلاياها أو المتعاونين معها، وإن كان ذلك أكثر وضوحاً في بعض المحافظات من بعضها الآخر.

وسينعم الجنوب في فترة ليست بعيدة ببلد خالٍ من الإخوان والسرطان، بإذن الله.

وتبقى مشكلتهم في الشمال هي الكارثة التي يجب أن نعمل على الخلاص منها بعد كارثة الحوثي والقاعدة

وإن غداً لناظره قريب..