نبيل الصوفي

نبيل الصوفي

تابعنى على

محاربة الجنوب.. تشطير وتأصيل لحروب تبقي صنعاء حوثية والشمال نازحين

Tuesday 27 August 2019 الساعة 10:05 am

لهذا كان علي عبدالله صالح القائد الذي واليته منذ خرج من الرئاسة حتى استشهد.

لم أوالِه وهو حاكم، لأنه كان رئيساً لكل هذا العفن الذي يسمونه اليوم شرعية، لكنّي واليته منذ انتقل من السلطة وعاد مواطناً وزعيماً بلا منصب.

لأنه حدَّد العدو الأساسي، هادي وعلي محسن والإخوان وقطر.

منذ 2011، إلى استشهاده وهو متمسِّك بموقفه.

حتى السعودية كان يراها دولة لها حساباتها التي يمكن الدخول معها في تسويات، أما هادي وعلي محسن والإخوان.. هم العدو.

حتى الحوثي، هو واحدة من آثار ثنائي الفشل والفسالة.

لهذا، كنت وما زلت عفاشياً، إذ باعتقادي أن طارق صالح سيواصل الدور، كممثل لهذه التوجهات.. رحمك الله يا زعيم.

وحينما سيطرت النخب على مناطق التهريب في الساحل الشرقي، نقل المهربون الطرق للساحل الغربي.

فجأة قفزت الإمارات تدعم القوات المشتركة للسيطرة على الساحل الغربي.

وكان من ثمار ذلك إحباط شحنات تهريب بمليارات الريالات، يتم ضبطها فوق شاحنات التهريب في مناطق الساحل الغربي.. ولهذا عاد علي محسن للساحل الشرقي.

وما تقوله أحداث شبوة هو أن إخوان علي محسن شمالاً وجنوباً، لن يسمحوا بأي معالجات تبقي اليمن واحداً.

النخب والأحزمة والدعم الإماراتي، استهدف مرحلياً إعادة الثقة الجنوبية التي سحقتها حرب 94، كان الهدف إعادة تقوية القوى المحلية شمالاً وجنوباً لإعادة إصلاح الوحدة.

تقول الأحداث: إن الجنوب سيعاني كلما أراد المشاركة في تحرير الشمال.

يقول لهم إخوان الشمال وما هو أشمل منهم: الشمال هو علي محسن، والوحدة هي علي محسن. وأنتم اختاروا.

إنَّ ‫السكوت على ما يحدث في شبوة، قبول بحق هادي وعلي محسن في نهب كل سلاح استخدم في تحرير كل شبر من الحوثي.‬

أما ‫أكاذيب شرعنة عتق، هي نفسها أكاذيب الشرعية ضد حراس الجمهورية والعمالقة ومن في البيضاء أيضاً.‬

ومن ألغى الحرس الجمهوري في 2013، تمكن اليوم من إلغاء النخبة في شبوة، بنفس الأكاذيب ومن نفس الأطراف.

إلغاء نخبة شبوة سيكون حقنة النجاة التي قدمها التحالف للجماعات الإرهابية في حضرموت وشبوة وأبين، ستعيد كل الجماعات تسليك بنادقها.

لقد أخطأت الإمارات، إذاً، في دعمها اليمنيين للسيطرة على أرضهم وتطهيرها من الإرهاب.. لم يكن هذا ما تريده الشرعية.

ومن يصدق أن الهاربين من صنعاء، المشردين في الأصقاع يعيدون التصرف كأنهم في 94 وعادهم دولة؟

هذا العبث هو عدوان على الشمال، الذي يحتاج الجنوب سنداً لاستعادة صنعاء، فإذا بشرعية هادي ومحسن وإخوانهم تحرض الجنوب على موجة من الفوضى والعنف والصراع.

لذلك ‫عادت نغمة الجنوب بكل حدتها ضد الشمال، كل الشمال.‬

‫وذا لن بيوصل لحل، بالكثير هو سيوصل لدورات حرب أهلية صفرية لا يستفيد منها لا الشمال ولا الجنوب.‬

‫سينتصر الجنوب حينما يقول خطاباً يميز بين علي محسن والإخوان والحوثي وبقية الشمال.‬

‫ولن ينتصر الشمال لوحدة ولا ضد الحوثي وهو يستعدي الجنوب.‬

و‫يكذب هادي وعلي محسن والإخوان، وهم يتحدثون عن الوحدة جنوباً..‬‫الشمال مفصول يا سفلة، وأنتم تبحثون عن وحدة في الجنوب تترك الشمال للحوثي.‬

‫فشل نشطاء الانتقالي في تبني خطاب رئيسه عن هذه النقطة.‬

‫قولوا لهم هاتوا صنعاء نتوحد معها إن كنتم صادقين.. ‫لكنكم سمحتم لهم بخطف الشمال بالزور والبهتان.‬

لسنا سواء:

هادي وعلي محسن والإخوان يتحدثون عن الوحدة ليحاربوا جنوباً.

والمقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) تتحدث عن الوحدة لتحارب شمالاً.

قد نتوحد إن استعدنا صنعاء معاً، شمالاً وجنوباً.. أما محاربة الجنوب فهو تمزيق وتشطير وتشظٍ وتأصيل لحروب تبقي صنعاء حوثية والشمال نازحين.

وبالنسبة للبيان الذي أصدره المجلس الانتقالي الجنوبي، الاثنين، فهو يشبه بيان علي سالم البيض في 94..

الإقرار بالهزيمة في شبوة والتمسُّك بالقضية.

والقضية تكسب دوماً طالما والنصر عليها كان غلبة بالقوة.

البيان سأل الجنوبيين المقاتلين شمالاً: أنتم تحررون الشمال، والشماليون يحتلون الجنوب.

المعالجات السعودية المنحازة لهادي وعلي محسن، تكرر فشلها في صنعاء حين انحازت لهما ضد الزعيم، واليوم تنحاز لهما ضد الجنوب.

الوحدة ليس لها وجود، لأن صنعاء هي من انفصلت، ولا وحدة بدون صنعاء..

لكن كان الجنوب ميداناً لمعركة قومية ضد الحوثي والإخوان، فخذلته السعودية.

وكما مثل انحياز السعودية لهادي فشلاً في صنعاء، ها هو الفشل يتكرر في عتق، والله يستر على عدن.

لا يدري الواحد، هل تفعل السعودية هذا بوعي لمد عمر الاقتتال اليمني اليمني، أم تفعله بسطحية؟

ختاماً.. ‫منذ 2011 إلى اليوم، كل احتفاء إخواني هادوي، يكون مقدمة لانتكاسة أكبر من التي قبلها.‬

و‫كلما احتفى هادي والإخوان بشيء، رقصت غربان الخراب.‬