فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

إنه ضحك كالشرعية

Thursday 29 August 2019 الساعة 07:01 pm

منذ أيام، وإلى قبيل طلوع غزالة يوم الناس هذا الخميس كانت الشرعية مهمومة بمكافحة الإرهاب، ولعلها تحركت نحو شبوة وأبين لتعزم من هذه الأخيرة نحو عدن تحت التأثير الإخواني لهذا السبب فقط.. لقد هانت الشرعية فأهينت، ورأيتها والإرهابيين يتناجون: أنج سعد لقد هلك سعيد!

نقفز القفزات الطريفة التالية وذهننا خالٍ من أي شماتة.. إنما مقام التذكير أن شرعية خاضعة لتأثير الإخوان المسلمين، وإعلامها في يد الإخوان المسلمين، وخير صديق لها الإخوان المسلمون لا بد أن تفتضح وتهان.. تكبر بالكذب والشائعات، وتخاصم الأوداء إرضاء للإخوان الأعداء، وتكافح مكافحي الإرهاب بالإرهابيين، ثم تقول إنها مهمومة بالإرهاب، هل يستقيم هذا؟

جلس وزير دفاع الشرعية يحكي للملحق العسكري بسفارة أمريكا إلى اليمن في الرياض، عن الكيفية التي يمنح بها المجلس الانتقالي الجنوبي فرصة للجماعات المتطرفة لكي تعيد بناء نفسها وتوسع انتشارها.. وكيف أن هذا الانتقالي يعرقل جهود مكافحة الإرهاب.. ومثل وزير الدفاع تكلم وزراء وأجراء.. حتى رئيس حكومة الشرعية قعد في مأرب يحكي عن الانتقالي بوصفه من جملة التشكيلات الخارجة عن سلطة الدولة ووظيفتها، والتي تفسح مجالاً للجماعات الإرهابية لكي تتمدد!

أمام هذه الحالة الانتقالية وجدت الشرعية أن وظيفتها تملي عليها إرسال الجيش الوطني جداً جداً إلى شبوة مصحوباً بعناصر تنظيمي القاعدة وداعش لكي تقوم بواجبها الوطني.. نعم، لم تخف الشرعية ذلك، حتى إنها نسبت إلى هذا الوطني جداً عملية إرهابية على الحزام الأمني بأبين قال تنظيم القاعدة بلسان حاله ومقاله إنه هو الذي نفذها.. وأرسلت الشرعية إلى قناة العربية الحدث صوراً عن انتصارها على الانتقالي في معركة عتق ظهر في إحداها الإرهابي ذائع الصيت والمطلوب دولياً أبو البراء البيضاني، فيا لها من شرعية تكافح الإرهاب!

على أن الشرعية التي طار نومها من التفكير في مكافحة الإرهاب الذي أوجده المجلس الانتقالي من خلال قوى الأحزمة الأمنية، أنها لما لم تستطع إدخال جيشها الوطني إلى عدن ليجتث الانتقالي الإرهابي، فقد أوكلت مهمة مكافحة هذا الإرهاب الانتقالي إلى عناصر تنظيم القاعدة في دار سعد وخورمكسر، ونحو 16 عنصراً من التنظيم نفسه كان عليهم مداهمة معسكر الشعب بمدينة الشعب فسطوا على أسلحة ثم تركوا للغوغاء نهب الأثاث، بينما كان رجال المعسكر قد خرجوا إلى أبين.. وبهذه ومثلها سقط الانتقالي وإرهابه أمس الأربعاء وباتت عدن في يدي الشرعية بالكامل.. حدث ذلك في يوم من أيام الشرعية النحسات بأخبار كاذبة وشائعات، ضختها للناس بسخاء ينم عن مخزونها الكبير من هذه البضاعة.. حتى إن شرعية النحس هذه جعلت أمل كعدل تنهض من سرير المرض لتغرد عبر تويتر وهي التي لا تحسن التغريد سوى بصوتها اللذيذ.. وجعلت العميد عبد اللطيف السيد قائد حزام أمن أبين يقوم بأمرين متناقضين: فقد كتبت تغريدة باسمه يدعو فيها رجال قوات الحزام للاستسلام والتخلي عن الانتقالي، وبالمرة أن يفقدوا الثقة بدولة الإمارات المكارة، وبعد التغريدة بدقائق ظهرت الشرعية تذيع للجمهور خبراً عن القبض على السيد قبيل فراره من التواهي إلى أبو ظبي، وفي رواية عجلى قالت الشرعية إن السيد تم اصطياده في المطار قبل محاولة الفرار إلى أبو ظبي من مطار عدن المعطل منذ عدة أيام!

أي قيمة لتلك الشائعات والأخبار الكاذبة سوى أنها أظهرت موهبة الشرعية في نسج روايات خيالية لتكبر بالزيف.. ونكرر: الشرعية لأن مصادر تلك الروايات هي رجالها كما رأينا، وإعلامها الذي يسيطر عليها الإخوان المسلمون أو حزب الإصلاح، والذين أوجدوا لما يسمى الجيش الوطني مكاناً في عدن، وجعلوه يلقي القبض على الشيخ عثمان، ويمسك بهاني بن بريك وعبد اللطيف السيد في مديرية المعلا قبيل فرارهم إلى أبو ظبي عبر مطار عدن الذي يقع بمديرية خور مكسر.

مثل كل شائعة لا بد لها أن تخمد، ومثل أي خبر كاذب يفتضح بعد نشره، كذلك كان خبر دخول الجيش الوطني عدن حكاية زائفة رواها رجال الشرعية وإعلامها لضحايا التضليل السياسي والإعلامي، فمضغوها لبعض الوقت ثم رموها من أفواههم كما يفعلون مع علكة فقدت حلاوتها.. لقد كُسرت الشرعية كسرة مهولة فوق ما هي مكسرة.. كانت الشائعة كبيرة والميت حمار، كما يقول اليمنيون في أمثالهم كلما رأوا كائناً أحمق يكذب على الدنيا ليكبر.