صلاح السقلدي

صلاح السقلدي

تابعنى على

يمن لا وحدة تُــرجى ولا انفصال يُــنسى!!

Monday 16 September 2019 الساعة 03:44 pm

يبتهج كثيرٌ مِـــن الشماليين بالخطوات التي تقوم بها السعودية في شبوة وعموم الجنوب، الخطوات الرامية إلى فلق الجنوب إلى نصفين، ظناً منهم أن هكذا تـوَجّــه يؤسس لفكرة مشروع دولة الستة الأقاليم التي ينشدها حزب الإصلاح والفئة الجنوبية النفعية المحيطة بالرئيس هادي.

فالسعودية التي فعلاً تسعى إلى تقسيم الجنوب إلى شطرين شرقي وغربي، تقوم بذلك إنفاذاً لتطلعاتها ومصالحها، وليس تنفيذاً لفكرة دولة الستة الأقاليم بعموم اليمن، كما يعتقد سُــذج حزب الإصلاح ومن يغرق في بحر أوهامهم الأنانية البليدة.

فهي، أي السعودية، فوق أنها تدرك جيداً أن هذا المشروع مستحيل التنفيذ على أرض الواقع سواءً في الجنوب أو في معظم الشمال، فصنعاء بيد الحوثيين، وعدن بيد الانتقالي، والمكلا بيد الرياض وأبوظبي وبيد المجلس الانتقالي إلى حد كبير، كما أن تعز تتنازعها أكثر من جهة، ولم يبق لدى حزب الإصلاح بالتالي غير مدينة مأرب -ولا أقول محافظة مأرب– لتكفيه هذه المدينة أن يؤسس فيها إمارته الإسلامية لا دولته الاتحادية المنشودة، التي يعتقد أنه سيكون حاكمها المنتظر كونه –وفق حسابته- الحزب الأكثر تنظيما وتسليحا ومالاً قياسا بباقي الأحزاب والقوى الهزيلة الموجودة بالساحة.

فإنها أي السعودية ذاتها تقف بوجه هذا المشروع لئلا يصير مشروعا لدولة يمنية يستحوذ عليها حزب الإصلاح، المصنف سعوديا بذراع حركة الإخوان الدولية الإرهابية بحسب التوصيف السعودي الإمارتي، بل ستتخذ من هذا المشروع حصان طروادة الخشبي للنفاذ إلى رحاب مصالحها باليمن.
فهي لن تدعم يمنا موحدا بنسخة عام 90م ولا حتى بنسخة 94م، ولن تدعم بالمقابل يمن ما قبل عام 90م، كما ينشد ذلك الجنوبيون، بل سيكون في أجندتها يمنا عوانا بين ذلك، يمنا موحدا مهترئا غير منفلت من عقاله على الطريقة الصومالية، يمنا لا وحدة تُــرجى ولا انفصال يُــنسى.

وبالتالي فمن يساند هذا التوجه السعودي من الشماليين فهو يذهب على قدميه بغباء صوب الضياع والتمزق من حيث قدّر أنه سيخضع الجنوب ثانية لمنطق الوحدة أو الموت.

ومن يسانده من الجنوبيين فهو من حيث يعلم أو لا يعلم يحفر قبر الجنوب بمعوله، وينسج كفن القضية الجنوبية بمخرز جنوبي ذليق، ويكسّـــر مجاديفها بوسط خضمّــها الهائج.
وعلى الجميع العفاء.
(قل للأمين جزاك الله صالحةُ×
لا يجمع اللهُ بين السُخل والذيبِ
السخل يعلم أن الذئب آكله×
والذيبُ يعلمُ ما في السخل من طيبِ).

*من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)