عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

دولة البرمكية رشيدة القيلي

Friday 20 September 2019 الساعة 10:09 am

المشكلة ليست عند حافظ مطير الذي تحدث عن قضية مدتها ألف وأربعمائة سنة، فهو على أية حالة منشور يقول بأن الماضي كان بائساً ولا يضيف لوعي المجتمع شيئاً.

بل المشكلة عند رشيدة التي تفاعلت مع القضية كما لو أن علي كان الصهير الوحيد لآل سبأ.

هيا تخيلوا معي أن الإصلاح يفكرون بعقلية رشيدة،
وكيف حالهم اليوم وهم يرسمون في خيالهم قصة البنت التي أخذها أبو بكر، وكيف لما أخذها، ما اعترض عليه محمد بن عبدالله (ص)، ولا قال له: يب مو تعمل! هذه البنت من شجرة رشيدة القيلي، تخرش وتربط في دولة مأرب، والدبور سيلاحقك إلى يوم يبعثون.

يتعامل علي محسن مع مأرب والشمال بشكل عام كما لو أنه هارون الرشيد فيقول: حاربوا أينما شئتم فسوف يأتيني خراجكم، بينما تتصرف رشيدة داخل قصر العرادة بعقلية البرمكية أم عبدالرحمن، فإخفاء حافظ المطيري أو قتله بأوامر البرمكية أمر سهل بالنسبة لما تقوم به هذه البرمكية داخل ديوان سلطان العرادة.

في هذه القضية كشفت أقنعة سلطة مأرب وتساقطات تماماً، كما تعرت وفضحت عصابة تعز في قضية إخفاء أيوب وأكرم حميد، فالدولة هي بقوة نظامها العادل المتماسك، وليس بحجاب رشيدة القيلي، ولا بمحاضرات الحزمي.

أكواب الشاي والبُن التي تتراقص في بوافي ومطاعم مأرب هي لأبناء تعز وريمة.. والمطحونين ممن فقدوا وظائفهم بسبب الحرب اللعينة وهم أناس متعبون ضاقت بهم كل السُبل، فلجأوا للعمل هناك، فالذي يعتقد أن الدولة هي هذا المشهد الحالي في مأرب، فهو يفكر بعقلية مبلدة لا تقل عن الحوثي الذي يضج رأسك عن القرآن الناطق.

والمعيب في المثقفين الذين يعتقدون بأن آخر قلاع الدولة مأرب لمجرد أن مأرب توسعت بعدد العمائر والشوارع التي بُنيت من مال النفط وبارود التحالف خلال سنوات الحرب الأربع الماضية، وهذا الفهم بصراحة لا يتجاوز تبة نهم (...)، لأن مفهوم الدولة الحقيقية القائمة على العدالة والمساواة غائبة تماماً في وعي المجتمع المأربي، وهذا أمر طبيعي عندما يكون علي محسن ورشيدة هما من يعبرا عن هذا المجتمع.. وإذا كانت المسألة عمائر وشوارع فصنعاء ــ وإن كانت تحت سلطة المليشيات ــ هي الدولة.

نموذج الدولة اليوم غائب تماماً ما عدا في الجنوب الذي قد بدأ في التخلص من الإخوان المسلمين، وهذه حقيقة علينا دراستها بعيداً عن العاطفة، ولا يمكن أن يكون هناك دولة في الشمال طالما والإخوان والحوثيون هم على رأس هذه الأنظمة، ولكم قراءة تاريخ نشأة الدول الديمقراطية أو حتى شبه الديمقراطية، وستعرفون كم هو حالنا مخيب للآمال.