عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

عن مبادرة الرياض

Saturday 28 September 2019 الساعة 10:08 am

منذ ما يقارب الشهرين وبعد توقف جحافل هضبة الشمال على بوابة الجنوب والرئيس هادى ينصت لتوجسات وأوهام الإخوان المسلمين المغرضة التي روجت وأصدرت الشائعات بأن الشيخ سلطان البركاني يسعى للإطاحة بالرئيس، وهذا شعور لدى الإخوان يؤكد حالة الإفلاس الذي يعيشه الإخوان.. مع أني على ثقة بأن الدور الوطني الذي يقوم به الشيخ سلطان إلى جانب الكثير من الوطنيين هو ما جعل الإخوان يعيشون هذا الوهم.

أثناء الدعوة لحوار الرياض، طرحت الشرعية شروطاً غير منطقية، تحفز البندقية أكثر ما تدعو للسلم، ولا سيما الشرط الذي سرب بصوت وزير الداخلية الميسري ــ وكان صحيحاً ــ، وهو رفض الحوار مع الانتقالي شريطة خروج قوة الانتقالي من عدن، بينما طرح الانتقالي شروطاً على طاولة الرياض، كانت أقرب للمسؤولية، خصوصاً فيما يتعلق بطرح نقطة تحرير بقية الأراضي اليمنية من مليشيات الحوثي.

رفضت الرياض الشروط التي طرحها الطرفان واكتفت بفرض مبادرة تضمنت النقاط التالية كحل:

ــ تشكيل حكومة تكنوقراط من خارج الأحزاب مناصفة بين الشمال والجنوب على أن تكون حكومة الجنوب 50 % للانتقالي والرئيس هادى، والشمال لهادى.

ــ تتولى السعودية والإمارات هيكلة الجيش..

ــ عودة الشرعية إلى عدن.

ــ دخول قوة سعودية إلى عدن تتولى حماية الرئاسة والحكومة والبرلمان لمدة ثلاثة أشهر، على أن يتم خلال ثلاثة أشهر بناء قوة حماية رئاسية من كل الواحدات العسكرية اليمنية تحت إشراف القوات السعودية.

ــ يبقى الحزام الأمني في عدن كما هو، على أن يكون تحت إشراف الداخلية ثم السعودية.

يشعر الرئيس أنه خسر أمام المبادرة التي فرضتها الرياض، وبحسب معلومات مؤكدة وصلتني تقول بأن هادى منذ نهاية عودته وهو رافض لهذه النقاط، برغم الضمانات التي تقدمت بها المملكة..

وتقول المعلومات أيضاً، أنه بعد تفجير ارامكوا مؤخراً، ضغط السعوديون على هادى للموافقة على الشروط، وهو ما تم بالفعل التوقيع قبل ثلاثة أيام.

طبعاً، وهذا رأيي أنا.. لا أعوّل كثيراً على الشرعية في استغلال هذه الفرصة وإعادة تشكيل وهيكلة الجيش اليمني ولا في استغلال الإمكانيات التي طرحت لعودة المؤسسات.. ولا في تسخير الدعم لتحرير بقية أراضي اليمن.. لأننا في الحقيقة أمام عصابات تحيط بالرئيس وخلل جوهري في المؤسسة الرئاسية نفسها.. فقط يظل الأمل بالانتقالي الذي يقوم بكل جهد لتصويب مسار الشرعية، وهذه قناعة أيضاً أستند لها من خلال تجارب الماضي.. لكن هناك نقطة مهمة وإن صدقوا فيها وهو إخراج كل السلاح الثقيل إلى الجبهات.. ويا رب يكون صدق.