العميد عبد الكريم السامعي

العميد عبد الكريم السامعي

الإخوان.. دعم للحوثي وتآمر على الشرعية

Thursday 03 October 2019 الساعة 08:26 am

نجاحات الحوثيين كثيرة في نظر البعض، غير أن نجاحهم الذي يشكل نصراً حقيقياً لهم في نظر الجميع تمثل في قدرتهم المبكرة على اختراق المقاومة عبر دفعهم ببعض عناصرهم إلى صفوف المقاومين خاصة حزب الإصلاح (إخوان اليمن)، ومن ثم دعمهم لتصدر المواقف وصولاً إلى سلطة القرار والاستحواذ على الدعم المقدم للمقاومة من التحالف.

وما إن تم لهم ذلك انكشفت أقنعة عملائهم وقياداتهم المندسة في صفوف المقاومة والتي أصبحت توجه قرار المقاومة في الاتجاه الذي يخدم الحوثيين وبكل سفور.

وهذ ما أكدته مواقف حركة الإخوان المسلمين ممثلة بحزب الإصلاح المؤيدة للحوثيين والواقفة بصفهم لدرجة لم يستحوا من كل تلك الدماء الطاهرة التي سفكوها في معارك وهمية لا طائل منها غير كسب الوقت والمال والسلاح والاستحواذ على قرار الشرعية التي أصبحت جميعها تخدم الإخوان وتلبي رغباتهم بشكل يحقق أهداف الإخوان وانتصارات لهم سواء على المستوى الميداني أو السياسي.

وكثيرة هي شواهد ذلك، غير أن أكثرها وضوحاً وصراحة هو موقفهم اليوم من الحوثي الذي أداروا له ظهرهم في كل جبهات القتال في تعز دون أن يتقدم فيها شبراً رغم خلوها من رجال المقاومة المخدوعين بتلك القيادات الحوثية المندسة في أوساط المقاومة والموجهة لقراراتها متوجهين لاختلاق معارك مع من كان لهم الفضل في تحرير تعز حقيقة من مليشيا الحوثيين وفي مناطق آمنة ومحررة بعيدة عن جبهات القتال مع الحوثيين.

وهذ ما أكد نجاح الحوثيين ونصرهم الحقيقي الذي أصبحوا فيه ينتقمون بالإخوان من خصومهم الحقيقيين في تعز لما كان لهم من مواقف جادة وصادقة في محاربة الحوثيين وتحرير ما تحرر من تعز بهم وعبرهم.

ألم تكن كتائب أبو العباس واللواء 35 مدرع هم أول من حمل السلاح في وجه الحوثيين ويعود الفضل إليهم في تحرير ما تحرر من تعز؟

لهذا حمل الإخوان سلاح المقاومة الذي لم يطلق طلقة في مواجهة الحوثيين خلال 5 سنوات إلا تلك المعارك الوهمية التي افتعلوها من باب خداع القيادة الشرعية والتحالف لإيهامهم بأنهم خصوم حقيقيون للحوثيين وأنهم يحملون نفس الهدف الذي تحمله القيادة السياسية الشرعية.

لذا حقق الحوثيون هدفهم وحصدوا نصراً استخباراتياً حقيقياً مكنهم من ضرب المقاومة بالمقاومة عبر عناصرهم المندسة في صفوف المقاومة.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا بعد كل هذ لم تفهم قيادة التحالف العربي والقيادة الشرعية هذه المؤامرة؟

ولماذ لم يفهم المقاومون الأبطال حجم الخيانة التي حصدت أرواح الآلاف منهم في معارك وهمية دون أن يتقدموا شبراً واحداً على حساب الحوثيين رغم كل تلك التضحيات؟ ولماذا تركوا جبهات القتال في مواجهة الحوثي واتجهوا بهم إلى المناطق المحررة بأبطال المقاومة في اللواء 35 وكتائب ابي العباس؟

ولماذا أصبح من حرر ما تحرر من تعز متهماً؟ وكيف صاروا هدفاً لسلاح الشرعية ورجالها المغرر بهم؟

كيف تحول الإخوان من مقاوم للحوثيين إلى مدافع حقيقي عنهم ضد من طهروا ما تطهر من تعز خلال السنوات الخمس الماضية؟ لماذا يستهدف الإخوان الحجرية بحشودهم؟ هل ليحرروها من أهلها؟!! وأين إيمان اليمنيين وحكمتهم؟

وللرد على هذه الأسئلة لا يجد المرء ما يقوله غير القول المأثور: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت).