جلال محمد

جلال محمد

حقائق في كلمة هادي وشعارات الإخوان

Sunday 01 December 2019 الساعة 07:00 pm

في كل مناسبة وطنية نكون مضطرين لسماع ما سوف يتحدث به هادي كرئيس للجمهورية وما سيقدم من أمنيات ووعود وهمية، بغض النظر عن "اللكمات" والاغتيال للغة العربية في مفردات خطاباته، إلا أن البعض منا يترقب ما سوف يتحدث به الرجل، فلعله يكون قد فاق من غيبوبته وصحصح من التخدير الذي يحقنه الإخوان به، إلا أنه وكالمعتاد لا يمتلك أي جديد، ولا يستطيع أن يخرج من دائرة الإخوان وأهوائهم وتسفيههم له بما يكتبونه له من كلمات ليلقيها، أو ما يتم إلقاؤه باسمه.

يعيش هادي أو لنكن أكثر دقة، تعيش مؤسسة الرئاسة الإخوانية المتدثرة بهادي، انفصام شخصية مخيفاً، وبعداً عن الواقع بصورة سخيفة ومضحكة، فالإخوان يكتبون للرئيس كلمة في مناسبة وطنية ما، يتحدث فيها عن الدولة الوطنية، والوحدة، والحرية، والتعايش، والجمهورية عموماً، والواقع في الحقيقة خلاف لكل ذلك، فهادي متوقف عند لحظة "الحوار ومخرجاته" سواءً عن قناعة منه أو بدفع من الإخوانج، ولم يحاول أبداً أن يجدد في كلماته أو وعوده الوهمية حتى من باب المحاولة وبما يواكب متغيرات الواقع الذي وصل له اليمن في ظل قيادته الكارثية.

يتحدث الإخوان بلسان هادي عن الدولة الوطنية وهم الكافرون الأوائل بتلك الدولة ومفاهيمها لأنها لا تنسجم مع أهوائهم ولا تحقق مصالحهم، ويتكلم هادي عن الوحدة، وهو يعلم علم اليقين أنه لم يعد يمتلك وطناً ليوحده، وفي الوقت نفسه يرفع الإخوان نفس الشعار ولكنهم لا يرون في الوحدة إلا أداة تمكنهم من السيطرة وتحفظ لهم النفوذ، وتمكنهم من الاستحواذ، ولذا فمفهوم الوحدة لديهم لا يعني "وحدة وشراكة" بل وحدة بمعنى "وحدي وحدي ولا غيري أحد".

أما حديث هادي عن الحرية فهو فصل آخر من فصول الكوميديا الهادوية المعتادة، فالحرية لديه أن لا تعارضه ولا تعترض البتة على تصرفات نجله "جلال"، وما دون ذلك لك مطلق الحرية في الفساد والإهمال، والتسفيه والتقزيم لكل من يعترض أسلوب الإدارة المتبع في مؤسسة الرئاسة، وهذا يكفي لمعرفة مفهوم الحرية لدى "الرئيس"، أما لدى الإخوان فلا يوجد في قاموس اللغة لفظ أو عبارة تناسبهم ويكفي أن نشاهد ما يفعلونه في مارب وتعز ضد أي ناشط يعارضهم، أو يكشف فسادهم.

أما النظام الجمهوري فهذا آخر اهتمامات هادي، لأنه أصلاً وكما أسلفنا لا يمتلك وطناً حتى يؤكد على جمهوريته أو إماميته، فالجمهورية والوطن لا تعدوان مجرد غرفة في "فندق" وسفرة طعام عامرة، وقات يدخل للرياض بشكل يومي من أجله وحاشيته، ولا بأس في استبدال النشيد الوطني باغنية للمرحوم فيصل علوي خصوصاً لو كانت "حرام يا ناس تصحوني وانا نايم".. وكذلك يختصر الإخوان الجمهورية في ذات الفندق ومحافظة مارب وأجزاء من تعز، لكنها جمهورية خاصة ولنقل "إمارة" إخوانية لا قبول فيها إلا بما يقبل به منطق "العديني" وفساد العرادة، ووفق الضوابط الأمنية التي يفرضها "سالم والأكحلي" في تعز أو تأمر بها رشيدة القيلي في مارب، وحفاظاً ودفاعاً وذوداً عن الجمهورية الحقيقية استعاض الإخوان بجمهورية عظمى تمتد حدودها من قارة "فيسبوك" وحتى جبال "تويتر" وهناك ينشرون أبهى صور الجمهورية الإخوانية وقوانينها الوطنية والأخلاقيه، لتتوزع ما بين تخوين وكراهية وحقد وتشويه ضد كل عمل ناجح يكشف تخاذلهم وفسادهم على أرض الواقع، وبين شتائم والفاظ نابية ضد كل من يسعى لإعادة لحياة وجمهورية الواقع بدلاً عن بقائهم في عالم افتراضي.