فكري قاسم

فكري قاسم

تابعنى على

الخسارات الكبيرة

Wednesday 04 December 2019 الساعة 10:08 am

اغتيال قائد عسكري محترم بحجم العميد عدنان الحمادي خسارة كبيرة صادمة ومؤلمة للغاية، مثلما يخسر عثير عكاز يتوكؤه ويهش به الشياطين من الطريق، ولقد كان العميد عدنان الحمادي أنموذجاً فريداً للشرف العسكري وللقائد المخلص لقضايا أمته وشعبه دون مواربة أو خلط للأوراق أو زيف أو تمييع، ولهذا يشعر كل يمني صميم بالحزن وبفداحة الخسارة الكبيرة لفقدان بطل شعبي جاء من أوساط الناس، وقاتل في الميدان ببسالة وعقيدة وطنية خالصة لتراب اليمن وإنسانها ومستقبلها.

تعز بشكل خاص منيت باغتيال قائد اللواء 35 بخسارة كبيرة لا تعوض بسهولة، وهي الآن يتيمة تستحق التعاطف والمواساة، كما وأن مشروعها الوطني سيواجه محنة مؤكدة في مواجهة مليشيات الحوثيين ومليشيات الإخوان وكلاهما نموذج واحد لمشروع دولة دينية لا علاقة لها بمشروع الدولة الوطنية الجامعة التي قاتل في سبيلها العميد عدنان الحمادي وأفراد وضباط اللواء 35 ويقاتل في سبيله كل مواطن يمني أصيل يحب بلاده ويتمنى لإنسانها السعادة والرفعة والعيش الكريم.

التقيت العميد عدنان أكثر من مرة، وفي كل مرة كان يزداد رفعة في وجداني الوطني لما يتمتع به من بساطة وشجاعة ووضوح في الرؤية القتالية، لم يكن مناطقيا ولا جهويا ولا حزبيا وليس لديه حسابات عائلية ولا هموم بالثراء ولا طموح لجني الأموال، ولا عنده أي تطلعات لتصفية الحسابات مع أي طرف، ولا يميل لدعم جهة ضد جهة أخرى، ويعيش أيامه في الميدان كجندي جسور يقاتل الباطل ويحث أفراده على الثبات في ولائهم الوطني للدولة اليمنية وحدها لا سواها، وشكل اللواء 35 بقيادته أنموذجا مشرفا للجيش الوطني الذي يمكن للمرء أن يطمئن له، ويشعر من خلال سلوكه اليومي في الميدان بأنه لواء عسكري يحمل عقيدة وطنية تمثل تطلعات وإرادة الشعب اليمني ولا تمثل إرادة وتطلعات زعطان وفلتان وسيدي عبده في مران. 

وبالنسبة لي كمواطن يمني عشت ظروف هذه الحرب، وشاهدت فعائلها، وانصدمت بكثير من الشخوص الذين كنت أعتقد بأنهم أوادم ورجال دولة وقادة يحترمون الشرف العسكري، فإني أبدو الآن حزيناً جدا لفقدان العميد عدنان الحمادي، لأنه في زحمة الطراطير الذين قذفتهم ظروف الحرب ليصيروا قادة ومسؤولين علينا كان مختلفا ونادرا مثل حلم جميل لبطل شعبي تلقاه في الروايات وعثرت عليه ذات يوم يمشي أمام عيوني في التربة، على أن بيادة الفندم عدنان الحمادي أشرف ألف مرة من وجوه كثير من قادة الألوية الذين جعلوا من وحداتهم العسكرية أداة لأذية الناس.. وأملي الكبير أن يظل اللواء 35 متماسكا وفيا لقائده البطل الفقيد الوطني الكبير عدنان الحمادي، ألف رحمة عليه وعلى روحه الطاهرة التي سطرت، في أوسخ الظروف، اصنع ملاحم البطولة والشرف.