محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الرئيس الذي يبيع كل شيء

Wednesday 04 December 2019 الساعة 02:52 pm

هادي الرئيس بلا شرف والإخوان بلا شرف يتغذون بأوجاع هذه البلاد، يتاجرون بالموت والاغتيال للرجال الكبار الذين يحملون شرف بلادهم وقضيتهم وشرف الدفاع عن الناس، كل الذين يقاتلون ضد جائحة العصر الحوثي ويرفضون الانصياع لتجار الحرب بلا شرف، يضيقون منهم ولا يتحملون وجود الوطنيين لقيادة معركة التحرير من دنس الإمامة.

تعبت جلود اليمنيين وهي تنضج ولم يتعب هادي يوماً في أن يكون رئيساً حقيقياً يحمل مشروعاً حقيقياً يمكن من خلاله أن ينتزع ولو قليلاً من الاحترام أمام الناس خارج دائرة مكتبه، لم يتعب في أن يكون جندياً حقيقياً يقاتل بشرف ومسؤولية من أجل الذين خذلهم وقدمهم لقمة سائغة لمشاريع الإخوان وفكر الحوثي.

لا يمكن اعتبار الذين تركوا بلادهم في أوج الحرب وغادرها أنه مقاتل، ولا يمكن أن يكون هادي مقاتلا، ولا الإخوان الذين يريدون أن يقاتل الناس عنهم ليعودوا لحكمهم وسلخهم من جديد.

الوجع الذي يتجدد بين اليمنيين وهم يرون الرجال الوطنيين يُغتالون، الرجال الذين أقسموا بكل مبادئهم وصدقهم ووديان بلادهم وضعف الفقراء ودعاء المغلوبين وأمل التواقين أن يكونوا في مقدمة الصفوف حاملين البنادق مدافعين عن الأرض والناس وحياتهم، كان أحد هؤلاء الرجال عدنان الحمادي، البطل التعزي.

وجع أن يموت الأبطال وأن يبقى الرئيس حبيس أوهامه وأفكاره ورهين تجارة الإخوان، يقدم الرجال حياتهم ودماءهم في كل معركة لا مطمع لهم في منصب أو مال يتمنونه، ويقدم هادي والإخوان البلاد والناس للبيع والتجارة طامعين في مكاسب جديدة وأموال أكثر مما قد جمعوه وكدسوه في بنوك العالم.

قدم الحمّادي حياته في سبيل بلاده، رافضاً أن ينصاع لجناح الإخوان وأن يكون مطية لهم ومؤامراتهم على تعز بالتحديد المدينة التي يجثم فكرهم وقبح سلوكهم عليها وعلى أبنائها، لقد كان حمادي الحجرية والتربة شوكة تنغص الإخوان وتعيق إكمال قبضتهم على كل تعز، وفي لحظة لم يكن أحد يتوقعها يغادر بطل تعز إلى السماء اغتيالاً، لأنه أحب تعز كأمه التي تربى في حضنها.

تعز الحزينة تفقد بطلها، بينما الرئيس ومعه الساقطون أثقلهم شحوم الكرش وصاروا أبطأ في الحركة والكلام، لا يقدمون إلا الصمت وحساب ما يجنونه من كل هذا الذي يريدونه أن يحدث، وأن تخلو كل الجبهات من الأبطال الوطنيين لتستمر حالة البيع والشراء بينهم وبين الحوثي ورقابة أممية تحمي ذلك.

كيف لنا أن نخاطب هذا الرئيس أن البلاد قد احترقت وأصبح الرماد يغطي بهو الفندق وأن الناس لم يتمكنوا من تذّكر أسمائهم، فكيف أيضاً يريد أن يذكروا اسمه؟!

اللحظة التي ستعبر على كل أفواه الناس، هل يعرف الرئيس أن الحمادي تم اغتياله، بينما نائبه يتجول في إسبانيا بحثاً عن مناخ جيد للاستثمار!

كيف نقنع أنفسنا أن كل من ترك البلاد وذهب يجني الأموال في الخارج ويتمتع بالحياة باسم الحرب والجوع والفقر أن يعود باسم الاتفاق ليحكم الموتى الذين رفضوا التخلي عن البلاد والتخلي عن شرفهم وعرضهم، والصبر على كل العذابات التي أتى بها الحوثي وجماعته الإرهابية؟!

الرئيس والإخوان والحوثي بين بيع الرجال الوطنيين واغتيالهم وتصفيتهم وتشويه صورتهم وبين ما يجنونه من مكاسب من وراء هذه الحرب التي لن يكون فيها خاسر إلا الشعب.

الرئيس لديه تجارته، والإخوان لديهم تجاراتهم، والحوثي لديه تجارته، والشعب هو الدم الذي يغذي هذه المكاسب ويخسر أصدق الرجال وأشجعهم دفاعاً عن الغلابى أمام هؤلاء التجار المتغطرسين.

الرئيس الذي يرى كل شيء يتهاوى أمام الجميع ويقف صامتاً لا يقدم شيئاً، هو رئيس يبيع بصمته كل شيء، وهادي يبيع الرجال بصمته، ويبيع البلاد للإخوان والحوثي مقابل أن يكون رئيساً ولو على مدير مكتبه.

رحم الله الشهيد عفاش والشهيد الزوكا والشهيد الحمادي، ثلاثية ديسمبر ومثلث الوطن من صنعاء إلى تعز إلى شبوة.