عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

مزارع الأحقاد

Wednesday 11 December 2019 الساعة 03:21 pm

عبر تاريخ الشعوب كانت جماعات وشخوص تزرع أحقاداً مدمرة تنتهي بحروب عالمية أو كوارث تدمر الشعوب واقتصادياتها واستقرارها.

وقد شهدت كل شعوب العالم بعض مزارعي الأحقاد والعنف من هولوكوا إلى هتلر، إلى موجات العنف الصليبية، وعبر جماعات أخرى في كل شعوب الأرض والإسلامية منها كالخوارج والحشاشين والقرامطة وغيرها الكثير.

وفي التاريخ الحديث تعد جماعة الإخوان بتمددها الدولي وتنظيمها أهم تلك الجماعات بامتياز.

ولعل مصر واليمن من أهم الدول التي نالها من الجماعة الويل والكوارث وتجربتهم في اليمن لا تزال مستمرة للاسف، بعد أن حالف مصر الحظ في الخلاص منهم.. حيث لا تزال اليمن تتلقى كل يوم كارثة أو مصيبة بفعل الجماعة وما زال التاريخ يسجل كل يوم فجيعة جديدة.

ليس من الجديد القول إن الإخوان وحشدهم الشعبي وذراعهم السياسي والعسكري في اليمن يؤسسون مع سبق الإصرار لثارات تحفر في عمق وجدان أبناء اليمن، فقد استعدوا الأحزاب السياسية والمؤتمر على وجه الخصوص وكذلك فعلوا مع الجنوب، وهم يتفنون في كل مرحلة تاريخية وفي كل حدث ويزرعون الأحقاد بمهارة عالية في مناطق كثيرة تحت مسميات متعددة وبأعمال فجة، على سبيل المثال تعز المدينة القديم يشعر أهلها أنهم مواطنون درجة ثانية.

وليس إحراق المدينة القديم إلا أحد تعبيرات وتجليات ذلك الحقد الإخواني الذي يمتد اليوم لمناطق الحجرية، ومناطق أخرى.

تبدأ موجات الأحقاد الدموية للإخوان غالباً بحملات التخوين كما تم مع عدنان الحمادي وغيره الكثير من السياسيين والنشطاء والإعلاميين وتنتهي بالاغتيال أو التشريد أو الاختطاف أو قلع العين أو نهب الممتلكات، وقلما تعرض فرد لتخوينهم لم ينته به المطاف إلى ما نقول.

ولن يكون آخر الموج الإخواني المتدفق حقداً على الأحزاب والمناطق والسياسيين وكل من هو ليس في صفهم أو يعمل لصالحهم.

تتوجه بوصلتهم اليوم نحو المخا التي تنعم حالياً باستقرار وأمان لا يروق لهم في ظل فشلهم المنقطع النظير في مدينة تعز.

هذا الموج من الأحقاد والألغام، التي تغرس في النفوس وفي العقول بانتظار فرصة ما؛ كي تنفجر بطريقة ما.

لقد نجحوا في تمزيق النسيج الاجتماعي بحرفية وتفانٍ منقطع النظير.

ولا شك أن هناك مطبخا سريا يُنَظر ويُدبر هذه المهام، لا سيما في مأرب وتعز بعد إقصاء تواجدهم في باقي المحافظات.

يظن هؤلاء أنهم يؤسسون لحكم الجماعة فيهما لأمد بعيد، ومن حيث لا يشعرون يجمعون كل أبناء تعز ومأرب ضدهم وضد تصرفاتهم البغيضة، وفي لحظة ما سينفجر كل شيء وسيكونون في مواجهة مع الجميع، وبوادر ذلك واضحة كما حدث لإخوانهم في مصر والسودان.

لقد أعطت الشعوب العربية للإخوان فرصا في الحكم فأذاقتها ويلات وصنوف الظلم والفشل وتعلمت تلك الشعوب دروسا قاسية لا تزال جراحها غائرة وتبعاتها ماثلة وستظل لزمن ليس بالقصير.

أجمل ما في هذه الدروس أن الجيل الجديد أذكى من أن تستقطبه ماكينات غسل الأدمغة وتصوغ أفكاره وتحوله إلى القطيع الكبير الذي يساق دون علم ودون وعي لتحقيق مصالح قيادات معدودة وتنظيم دولي تعبث به الاستخبارات العالمية الكبرى ودول صغيرة تريد أن توجد لها مكانا لا يتناسب مع تاريخها ولا جغرافيتها.

راهن الإخوان على الغرب وراهنوا على الاتجار بالدين كي يصلوا إلى أهدافهم في التمكين المزعوم وبشروا بدولة الخلافة وما زالوا يفعلون ويقدمون تركيا لهذا الشعار، وفي النهاية ستكون تركيا إحدى ضحاياهم طال الزمن أم قصر.

اخونة تركيا العلمانية لن يطول وسيقول الشعب التركي كلمته في موجه اتاتوركية قادمة.

فهناك مزارع جديدة لأحقاد زرعها الإخوان كما يزرعون في كل بقعة وبلد يسيطرون عليه لردها من الزمن.

عالمنا العربي والإسلامي لا مستقبل له في ظل الجماعة هذا أمر محسوم. وقادم السنوات لن تكون الجماعة إلا عصابات على نطاق ضيق أو سوف تدثر بأحزاب كي تواصل شيئاً من البقاء لها والوجود على نطاق ضيق.

لقد شكلت فضيحة الجماعة في مصر العروبة والقضاء على الجماعة بمثابة قطع رأس الأفعى وباقي الدول تفاصيل تزول بمرور الوقت وتقادم الوعي والتجربة، وهذا ما ستكشفه قادم السنوات.