محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

الفرق بين ولي العهد السعودي وولي الله المزعوم في اليمن

Thursday 12 December 2019 الساعة 08:51 am

تعيش المملكة العربية السعودية تحولات جوهرية في مختلف الأصعدة، تحولات جعلت من المملكة قبلة العالم في الفن والثقافة والرياضة، مشاريع عملاقة، وتنمية مستدامة وصناعة وعي بالحياة التي يجب أن يعيشها الناس، مع بقائها قبلة المسلمين الأولى. 

 صنع محمد بن سلمان مؤسس المملكة الثانية والذي أزاح الغشاوة والضبابية عن المستقبل للشعب السعودي، ونقل بلاده نقلة نوعية في وقت قياسي، خاض خلال هذه الفترة عقبات كبيرة استطاع تجاوزها على المستوى الداخلي والخارجي.

 الرياض اليوم تحاول الدخول في منافسة كبيرة مع دبي وأبوظبي هاتين المدينتين اللتين سبقتاها بزمن كبير في التحولات الكبيرة الاقتصادية والثقافية والسياحية، اليوم لا منافس لدبي أو أبوظبي في المنطقة، والمحاولات التي تسعى لها الرياض هي رافد كبير يعزز من الاستقرار في المنطقة، وبذرة للثورة التنويرية لبقية دول وشعوب العالم العربي المتخلف.

 الأنكى من كل هذه التحولات المبهرة هي الدعاوى التي يطلقها من يعتقد نفسه ولي الله في اليمن "مؤقتاً" ثم العالم فيما بعد حسب خيالاته، أن دول الخليج تعيش أزمات صعبة، في الاقتصاد والثقافة والوعي، وأن المجتمعات الخليجية أصبحت في ضيق من العيش، وأن الأمن تزعزع وأصبح المجتمع ينتظر وصوله لإنقاذهم.

 لدى المجتمع في اليمن، وخاصة في مناطق سيطرة ولي الله المزعوم، حالة من الأكتئاب بسبب حالة التناقض بين ما يحاول الحوثي تعبئته في العقل وتصوير الحياة في دول الخليج بالبؤس والفقر والحرمان والظلم وبين ما يعيشه الناس في اليمن من مجاعات وفقر وظلم ونهب وسرقة واقتتال.

 يحدثهم الحوثي أن المجتمع السعودي أصبح لا يجد ما يأكله، وأن الاقتصاد السعودي ينهار، وأن السلطات في المملكة تستنجد بالعالم لإنقاذها، وكل ذلك بسبب أن الحوثي دعا الله أن يهلك السعودية، لكن في المقابل نجد الشعب السعودي اليوم خرج من عباءة الإسلام السياسي ويعيش حياته كمجتمع حقيقي، والاقتصاد في البلاد يعيش أوج ازدهاره، وأن العالم يستغيث بالمملكة من أجل المساعدة.

  يعيش المجتمع اليمني في حالة المجاعات والجوع والفقر والحرمان والاقتتال، هذه العوامل التي يعتبرها الحوثي أنها كرامات من الله، وأنها العزة والرفعة، وأن الله يجهز لليمنيين الآخرة ويعدها أحسن ترتيب لاستقبالهم في الجنة، يحاول بكل ذلك تلطيف واستغفال عقل المجتمع ليخضعه لأفكاره وأهدافه مستغلاً بعض الجهل والتخلف والتدين اللاعقلاني في المجتمع.

 العالم اليوم يتغير نحو الحياة، بينما الحوثي يعيد اليمنيين إلى حياة القرون الوسطى والجهل والتخلف، ويعتبر أن التطور والحياة الجديدة هي رجس من عمل الشيطان تغضب الله ورسوله، وأن الموت والحروب هي الطريقة الوحيدة لإرضاء الله ورسوله والفوز بالجنة التي هي أفضل من حياة الشعب السعودي والخليجي عامة.

 تصور جماعة الحوثي للناس أن الخليج أصبح في نهاياته وأن دوله ستنهار حتماً، لكن الحقيقة أن اليمن هو الذي انتهى، وأن المجتمع اليمني هو الذي ينهار كل يوم، لا دولة ولا دواء ولا غذاء ولا مستقبل، وكل شيء يسير إلى المجهول يقوده ولي الله المزعوم عبدالملك الحوثي، أكبر الإرهابيين وأصدقهم إرهاباً وجهلاً وتخلفاً.

 ولي العهد السعودي يقود بلاده نحو التطور والاقتصاد والازدهار، بينما الحوثي يقود بلاده نحو إيران وخدمتها وخدمة مشاريعها في المنطقة على حساب المجتمع وحياته، يقود الحوثي كجماعة إرهابية اليمن إلى بلد متخلف ومعزول عن العالم وموبوء بالتطرف والعنصرية والطائفية.

 سؤال يمكن أن أوجهه لنفسي: هل يمكن أن يقوم ولي العهد السعودي بصفع الحوثي بيد وانتشال اليمن باليد الأخرى، من أجل أن تعيش الحياة والتطور كما يصنعها للمجتمع السعودي؟!