عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

توجان والعبث بالطفولة

Tuesday 17 December 2019 الساعة 09:40 am

إقحام فتاة أصغر من عمرها في هذا الكم من التطرفات المتناقضة مدحا وإطراء، وقدحا وتسفيها وشتما، أمر خاطئ ينبغي على الطرفين أن يتوقفا عن الاندفاعات المبالغ بها.

البنت أصغر من أن تعي المعارك الفكرية فهي لا تعي ما تقول، فعلى المزايدين والمهووسين بالقول بأنها تحمل ملامح مشروع فكر تقدمي، وأنها تقود معركة التقدم والتخلف، أن يكفوا عن هذا السخف.

وعلى الطرف الآخر الذي يتناول البنت بالنقد والتعنيف والإساءات المبتذلة أن يكف عن هذا السقوط المخزي.

أتفق مع الرأي القائل بأن أباها يتحمل كل هذا الوزر فهو عمل على اقحامها مبكرا، وكان يجب عليه كأب أن يجعل البنت تعيش حياتها طبيعيا، وأن تدخل مرحلة الصراع والنقاش الفكري في الوقت الذي تجاوزت طفولتها ونضجت كما يجب، بغض النظر عن نوعية الأفكار.

من يفهم ناشطينا الحقوقيين بأن حماية الطفولة من مخاطر الصراعات، لا تتوقف عند التحاق الطفل بالمعاركة الميدانية وحسب، كذلك أيضا المعارك الفكرية، لأن لها آثارا مدمرة لا تقل عن المعارك الميدانية وقد تكون أخطر.

كتبت الكثير عن علي البخيتي، لكني لم أكتب يوما عن توجان، ولم أتطرق يوما إليها وأنا أكتب عن أبيها.
وحين رأيت اليوم بأنها اشتعلت معركة طرفي التطرف معها وضدها، بعد قضيتها في المدرسة، رأيت ضرورة أن أكتب هذا.

لا أعرف اي تفاصيل أو توضيحات لكني أعتقد بأن المدرسة جهة تربوية من حقها استخدام وسائل تربوية مناسبة تساعد الفتاة على تجاوز أزمتها وتسعى الإدارة والمشرفة الاجتماعية لحل الإشكالية، وأنا ضد أي تدخل او مبالغة في شأن إداري طبيعي للمدرسة، كما أنا ضد أي أساليب وإجراءات غير مبررة تتخذها المدرسة.

وأعتقد بأن الأهم في الأمر هو حماية الطفولة من هذا العبث فتوجان طالبة ثانوية كان ينبغي أن تستكمل طفولتها وتعليمها الثانوي بعيدا عن مثل هذه الصراعات المعقدة.