عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

معسكرات ابن علوان ومخالب الإرهاب الإخوانجي - القطري

Tuesday 17 December 2019 الساعة 08:49 pm

ليس من الغريب أن يتوسع النفوذ القطري الإخواني في اليمن، وعبر تعز تحديداً، فهي المنطقة الأكثر رخاوة في مناطق الشرعية والأكثر أماناً للمزيد من المليشيات المسلحة.

وبعد استكمال السيطرة على المدينة، كان الطريق إلى الريف ابتداءً من يفرس، حيث ضريح الفقيه المتصوف أحمد بن علوان، ممهدا ويسيرا فلا جيش وطني ولا هم يحزنون كي يردع هذه التصرفات.

ويبدو أن التحضيرات للذهاب إلى هناك قد تمت في جنح الظلام وبوتيرة سريعة تحت مسمى "العائدون من الجنود من جبهات الحدود" إلى يفرس.

وليس جديدا أن يشكل الإخوان معسكرات جديدة، ولكن هذه المرة يبدو أن الريف أصبح هدفا استراتيجيا، وملء الفراغ والتوجه صوب المحرر للاستيلاء عليه أصبح خطة قيد التنفيذ.

وكان متوقعاً أن تحاول مخالب الإرهاب القطري، أن تتنفس في تعز بعد أن خُنقت وفشلت في عدن والجنوب، لكن الغريب أن الجماعة هذه المرة اختارت وحشدها الشعبي، المناطق الأكثر أمْنًا وغير المرحب بها فيها، إما لإحداث معسكرات كما في جبل حبشي أو لزرع الفتن والاختلال الأمني والاغتيالات كما هو الآن في التربة ومناطق من الحجرية والبيرين، لإشعال الصراع ومحاولة التعويض لخسائرها في الجنوب واستعادة أنفاسها، والتموضع في مناطق أشبه بالدويلة داخل جسد الدولة الوهم.

مرحلة الإخوان الأولى نجحت في إنشاء معسكرات إخوانية داخل المدينة وتكديس الأسلحة، وتم الانتقال للمرحلة الثانية وهي إخلاء اي اثر في المدينة لاي قوات لا تتبعهم

وكانت معركة ومحرقة المدينة القديم في تعز وإخلاء السلفيين وكل المسلحين الذين لا ينتمون للجماعة هي باكورة هذه المرحلة.

للأسف أزهقت أرواح الأبرياء في تلك المعركة، وتم استكمال ملشنة المدينة والقبض عليها إداريا وعسكريا، وتم الإعداد لمرحلة جديدة.. كانت التوجيهات من مرشد المقر أن الحجرية وجبل حبشي والمخا هي الأهداف القادمة.

الحجرية تحديدا هي ما تؤرق الإخوان حاليا، وكل المعسكرات الجديدة هي الأدوات القادمة لهذا الهدف، لما تشكله الحجرية من أهمية.. فهي القلب من تعز والعقل من الجنوب، هي ريف عدن، وهي شعلة الجنوب وذروة سنام الشمال.

لقد كان رهان الجماعة خَاسِرًا بكل المقاييس تحت يقظة أبناء ورجال التربة وأبناء الحجرية وبسالة اللواء 35 مدرع.

في الجولة الأولى التي شنوا عليها الحرب منذ أشهر وبوجود الحمادي كصمام امان.. وبعد التخلص من الحمادي يبدو الأمر أكثر سهولة.

لقد فشلوا في كسب رقعة من الأرض باتجاه الحوثي، فراحوا يحررون المحرر ويجزئون المجزأ، يخدمون الأجندة القطرية، ويتماهون مع مشروع الحوثي يقدمون له كل يوم منحة مجانية وفرصة تلو أخرى.

ففي الوقت الذي كانوا يضربون فيه بالأمس كتائب أبي العباس في البيرين، كانت مليشيات الحوثي تضرب الكتائب من الناحية الأخرى كي تقع في كماشة حصار.

وليس هذا بغريب على جماعة الخيانة ديدنها، وحياكة الدسائس طبع مطبخها السياسي، وتلفيق الإشاعات ديدن مطبخها الإعلامي.

لقد خرجت الحجرية ومنطقة التربة تَحْدِيدًا من أكثر من فتنة، ولديها الآن تجربة ستراكم عليها لصد الموجات الإخوانية القادمة، وأصبح المتذبذبون في حسم موقفهم تجاه الجماعة اليوم في مكاشفة مع النفس.. لا سيما وقد تكشفت خيوط مقتل الحمادي.

كنا بالأمس نحذر من أن وجهة الجماعة القادمة هي الحجرية واللواء 35، وكانوا يشككون في هكذا طرح ويصفوننا بالمغالاة، ويراهنون أن جماعة الإخوان ليست بهذا القدر من المكر والحمق أن تتجه صوب التربة.

لكن أحداث الأخيرة ومعسكرات يفرس ومقتل العميد الحمادي باتت أدلة دامغة كشفت بعضاً مما يجهزون، وما يخزنون من الأسلحة لأجله، ولأجل معارك كانت مؤجلة، لكنها حتما ستفشل، ولنا من دروس الجنوب عبرة ومنارة للاهتداء والسير في مقارعة مخالب الإرهاب الإخوانجي - القطري الذي يحاول توسيع جغرافيته، مهما كان الثمن والنتائج، وفشله في الجنوب سيجعل تعز والمناطق المحررة هي معاركه القادمة.

وهذا يتطلب مزيداً من التلاحم بين قوى المجتمع والجيش الوطني والأمن في مناطق الحجرية عموماً، لإحباط الموجات القادمة من هذه الحروب العبثية.

قطر أصبحت لاعبا عسكريا جديدا بعد أن اقتصر دورها السابق على الإعلام والمال، ووجدت أن الطريق إلى ابن علوان سهل لإقامة باكورة معسكراتها.

يبدو أن أمد الحرب سيطول وأن دويلات الجماعات الدينية ما زالت في امتداد.

لقد وصلت قطر إلى مرحلة متقدمة لإنهاك التحالف والسعودية تحديداً عبر ذراع الإخوان، وإذا لم يقف التحالف لإنقاذ نفسه أولا قبل اليمن، فإن خيارات الناس في المناطق المحررة للدفاع عن أنفسهم متاحة ومشروعة بكل الوسائل، وهو ما ينبغي العمل لأجله قبل فوات الأوان.