جلال محمد

جلال محمد

معركة نهم والمفرق.. استلام وتسليم بين الجماعات الدينية

Sunday 02 February 2020 الساعة 09:56 am

تعاون مع الأذرع الإرهاب، خيانة وبيع للجبهات، تحريض واختلاق معارك جانبية، فسادٌ وإفساد، إصرار على الفتنة، وحرف مسار معركة اليمنيين من إعادة الوطن إلى تحرير المحرر منه، تبعية وعمالة لا متناهية وتنفيذ مذل لأجندة قطر وتركيا، لا يهمهم اليمن وما يعانيه الشعب، كون ذلك هو السبيل لبناء إمبراطوريتهم المالية وإشباع رغبتهم في السيطرة والاستحواذ والإقصاء، تنمر كاذب لنمور من ورق، كل ذلك تجده جلياً في نهج الإصلاح وأتباعه، وستجد أكثر مما ذكر فالحقيقة الناصعة تثبت بأن الإصلاح -الذراع السياسية لجماعة الإخوان المتطرفة في اليمن- لم يبق إرهاباً لم يقترفه بحق اليمن أرضاً وهويةً.

خلال الأسبوع الماضي توحد اليمنيون داعمين للبندقية التي تحركت في نهم وصولاً للفرضة ومفرق الجوف، آملين أن تكون النوايا صادقة والجهود متوحدة باتجاه تخليص صنعاء من ظلام الكهنوت، ورغم حالة التفاؤل التي انتابت البعض نتيجة الآلة الإعلامية التي يمتلكها الإصلاح، وقدرتها على تضليل الرأي العام من خلال الأكاذيب التي تُروجها عبر منصات التواصل الاجتماعي وفضائيات تابعة للجماعه، والتي صورت للناس انتصارات وهمية كالعادة، رغم أن ما يجري على الأرض مخالف تماما لتلك الأخبار، وبعد أن أتمت تلك القيادات صفقتها المتفق عليها بالانسحاب "التكتيكي" حتى بدأت تلك الأبواق كعادتها تتحدث عن خذلان من طيران التحالف، وعدم وجود دعم وإسناد!!، ولكن سرعان ما فضحتهم الجماعة الحوثية عبر كاميرا الإعلام الحربي والذي وثق تمثيلاً غير مسبوق، وهروبا معهودا عن جيش حزبي، قياداته تربوية لا تمت للعسكرية بصلة رغم لبسها بزات الجيش ورتبه.

لقد أظهرت مقاطع الفيديو التي بثها الحوثيون كميات كبيرة من الذخائر والعتاد الذي تركه "جيش الإصلاح" خلفهم وكأنه تعمد تركه كغنيمة ومكافأة للحوثيين بموجب اتفاق مسبق، وتسليح مقصود للحوثيين كتعويض عما لحق بهم من نقص الإمدادات بعد تمكن قوات الساحل الغربي من تضييق الخناق عليهم بحراً... وأعطت تلك الفيديوهات مفهوما آخر للانسحاب التكتيكي من منظور "الإصلاح وعلي محسن"، فقد توقعنا أن نرى عمليات إعاقة لتقدم الحوثيين أثناء الانسحاب، مثل زرع ألغام في المواقع المنسحب منها، قطع طرقات ولو بالأحجار، عمل كمائن محكمة، ولكن ما رأيناه هو تسليم عهد السلاح والعربات والذخائر بصناديقها من جماعة دينية متطرفة "الإخوان" إلى جماعة دينية كهنوتية "الحوثيين"، وبعد انتهاء حفلة الاستلام والتسليم، صمت المساندون بمنشوراتهم وكتاباتهم لجبهة الإخوان، أحسوا بمرارة الاستغلال لحماسهم مع مشروع مبيوع أساساً، وعادت مواقع الإصلاح وناشطوهم لاستكمال مخطط تشويه التحالف، والرفض لاتفاق الرياض، والبحث عن كل "تلفيقة" ضد أبو ظبي، فالإصلاح لا يستطيع أن يستمر دون شماعة يعلق عليها فشله.