توفيق الحرازي

توفيق الحرازي

تابعنى على

حرب الفجور

Tuesday 04 February 2020 الساعة 05:22 pm

مَن يُدركُــنـا؟

مِن هذا الويل ويُعتِـقـُنا؟

مِن لعنة حربِ عالقةٍ في هاذي الأرضْ!

تأبى عن وطني أن تَــنــفَـضّْ،

تُـنـشِب كالوحش مخالبَـها تنهش وتَعُضْ!

لعناتُ الدهر تطاردنا كذئابِ الليلْ!

اخبارُ الموت مدارَ اليوم تطالعُنا،

نصحو وننام على أنباء مصارعنا،

ما هذا الشر القابع في بلدٍ ينهار؟

ما هذا العار؟

فلذاتُك يا وطني تُذبح في كل مكانْ،

وترابُك يشرب من دمِهم نَخبَ الخُسران،

هل غير ثراك يئن الآن؟

جثمانٌ يتبعه جثمانْ!

مَن ذاك القاتل والمقتول، ومن في النعش هو المحمول؟

لا أحدَ سوى نحن القتلى.. وبلادي اليومَ هي الثكلى!

نحن الباكون على دمِنا المسكوبِ هنا، 

وضحايا الحربِ اخي وأبي وابني وأنا، 

ومقابرُ لا يُدفن فيها غيرُ رفاتي، وزماني الحاضرُ والآتي!

بعضي يتقاتل مع بعضي، وانقسم البيتُ المتشظي!!

يا هذا الكل بنو وطنٍ، دفعوا ثمنا،

ونُواحُ الأهل يـَهُز العرشَ ويقتل فينا نخوتنا،

أيجوز الرقصُ على دمِنا؟؟

ما بالُك تبدو محتفلاً بجنون القتل؟

واصِلْ إقدامَك يا بطلاً أعماه الجهل!

باشِــرْ إطلاقَ رصاصَ العار، على بلدٍ يحترف الموتْ!

لا بطلَ اليوم ولا مهزومَ سوى يمــــــــنٍ تأكله النار!

لا غير الجهل اليومَ هو البطلُ المقدامْ،

قتلَ الأحلامْ،

قصفَ الأرحام،

نبش الآلامْ،

ساوى بالأرض المعبدَ حتى صار حطام،

ورمى بالجثث لحوماً تبكيها الآكام!!

فبأي بطولاتٍ نزهو؟

هي فتنٌ يلعنها المولى، فاجنح لسلام!

هل هذا الليلُ له آخِر؟

لا صوتَ يجيب صداك سوى العبث الفاجر!

والعار يلاحقنا أبدا..!

،،،،

(الباكي/ توفيق الحرازي- شتاء 2020)