سعيد بكران

سعيد بكران

تابعنى على

"إخوان الشرعية" حاضنة للإرهاب الدولي في مأرب

Saturday 08 February 2020 الساعة 04:37 pm

ترامب أعلن رسمياً مقتل قاسم الريمي قائد تنظيم القاعدة بغارة لطائرات أمريكية بدون طيار.

كان الخبر يتردد طوال الأسبوع الماضي مع بعض التفاصيل التي أكدت أن استهداف قاسم الريمي جرى في مأرب.

لم ينف التنظيم مقتل قائده، ولم يؤكد، لكن إعلان ترامب رسمياً يضع التنظيم في موقف حرج، فاستمرار صمت التنظيم بعد إعلان ترامب يؤكد مقتل الريمي، وفي ذات الوقت يثير تساؤلات كثيرة عن أسباب هذا الصمت، وعدم إعلان التنظيم عن مصرع قائده، أو إعلان عدم صحة الرواية الأمريكية التي أصبحت الآن رسمية.

الأهم من ذلك هو خلفيات الحدث، وهو كبير بالفعل، لكن لم يلق حتى الآن اهتماماً متناسباً مع حجمه وتأثيراته وخلفيته.
ربما بسبب عدم إعلان التنظيم نفسه عن مقتل قاسم الريمي.

لكن الأهم من هذا السبب هو أن الآلة الإعلامية للإخوان وقطر تتعمد تجاهل الحدث، وبالتالي يصبح ثانوياً ولا يحظى بالاهتمام..

خلفيات الحدث كبيرة ومتصلة بتنظيم الإخوان والشرعية التي سيطروا عليها، وعلاقة تنظيم الإخوان بتنظيم القاعدة، وتحويل الشرعية الدولية لغطاء سياسي وقانوني يحمي الإرهاب الدولي والتنظيمات الإرهابية العابرة للقارات.

مأرب رمز الشرعية المختطفة من الإخوان، وهي ذاتها الملاذ الآمن الذي استهدفت فيه أمريكا قائد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب..

ظل الإخوان المسلمون طيلة السنوات الأربع الماضية، ينفون بشدة أي علاقة لهم بالإرهاب، وتنظيم القاعدة بل، ووصلت بهم الجراءة والوقاحة لاتهام خصومهم بالإرهاب!

وظلت طائرات الدرونز تستهدف قيادات تنظيم القاعدة حصراً في مناطق سيطرة الإخوان بغطاء الشرعية، غير مهتمة بالنفي الإخواني الضخم وكيل الاتهامات منهم لخصومهم.

حتى وصلنا لعملية استهداف قائد التنظيم وأعلى اسم في هرم الجماعة تنظيمياً في مأرب عاصمة الإخوان التي حولوها لوكر يقدم كل شيء لدعم الإرهاب من الملاذ والمخبأ إلى السلاح والأموال والإعلام..

تلك فضيحة كبيرة وهي تحفز الذاكرة وتستدعي سيلاً من الأسئلة عن دور هادي وعلي محسن وكل قيادات الإخوان والشرعية في دعم التنظيم، والتستر على قياداته وتوفير الحماية لهم والملاذات واستخدام الشرعية الدولية واعتراف المجتمع الدولي كغطاء لدعم الإرهاب..

وعن مرحلة ما قبل سقوط صنعاء وعمليات تنظيم القاعدة والتي من أشهرها انغماسية مستشفى العرضي.. ماذا كان دور هادي وعلي محسن وقيادات الإخوان في تلك المرحلة؟ التي كان من الواضح فيها أن التنظيم يتحرك بدعم وتنسيق وغطاء من سلطات ثورة الربيع وتمرير وتواطؤ مكنت التنظيم من إعلان إمارات قاعدية وإسقاط مدن ومحافظات واستلام معسكرات بما فيها من أسلحة دون قتال وبتنسيق واضح..

في أحد خطابات هادي بتلك المرحلة كان غاضباً وساخراً من تجمع الجنود على صحن الغذاء بشكل جماعي.

قدم هادي في ذلك الخطاب حلاً وهو عدم التجمع لتناول الغذاء..
تقليل الخسائر وتحميل الضحايا مسؤولية حماية أنفسهم ومسؤولية تقليل أعداد قتلاهم..

تلك كانت رؤية هادي لمكافحة الإرهاب وهي تقتضي التسليم به واقعاً والتعايش معه مع اتخاذ بعض الإجراءات التي تقلل من عدد ضحاياه فقط.

تحتاج المسألة والحدث الذي ربط بين قاسم الريمي ومأرب والإخوان والشرعية لأكثر من قراءة..

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك