سامي المحيا

سامي المحيا

الجريمة غير المألوفة

Tuesday 25 February 2020 الساعة 01:19 pm

من أبناء عزلة الكلائبة، مديرية المعافر، وقد اشترك في مقاومة الانقلاب إلى جوار كثير من أبناء المديرية، انضم وتشكل ضمن قوام اللواء 35، تنقل في أغلبية جبهات الحرب، برز كقائد ميداني محنك وشجاع يتجاوز عقبات وتعقيدات المعارك.

ارتبط "بعدنان" لما كان له من حضور ميداني في جبهات القتال، حتى كسب ثقة العميد بعد ما قدم دوراً لا يقل عن أي بطل ومقاتل عتيد يؤمن بقضيته. ومرت الأيام، حتى أخذه العميد "عدنان" وضمه إلى الحراسة الشخصية له، بل وممن منحهم مرتبة الثقة.

وقبل شهر من اغتيال البطل الجمهوري "العميد عدنان الحمادي" هاتفني العميد كما هو المعتاد قال: "هيا تعال منتظرك" كانت الساعة الواحدة ظهراً. كنت حينها مع عدد من الأصدقاء. قلت له "يا عم عدنان قدنا مخزن بالمعافر في الودي بين الشجر أنا والزملاء والمكان (آمن) إذا حبيت تجي عندنا منتظرك". بالنسبة لي اعتقدت حينها أن المكان بعيد نوعاً ما، أن يأتي، لكن اتضح لي أن مجيئه بدون أي حماية ولا حراسة كما هو معروف لتحركه العسكري أمر يتعلق بالثقة والدعوة معاً، وهو ما جعلني أعيش حالة القلق أثناء جلوسنا لأكثر من أربع ساعات دون أي حماية. وحين سألته عن سبب عدم اصطحاب حراسته الشخصية أجاب مبتسماً: "لما أجي المعافر قدنا أخذ عواد معي".

ونظراً لطبيعة العلاقة بين "عدنان وعواد" علينا أن معرفة أن طبيعة الجريمة المرتكبة في قتل عواد تكمن في الإجابة على كثير من الأسئلة.. ولا بد من أجابات صحيحة، لأن في الإجابات الصحيحة يكمن في حل كثير من المسائل الهامة لفهم التآمر والاستهدافات الحاصلة، لا سيما وهذا الاستهداف بدأ في النطاق الضيق للشهيد عدنان.

إن لقاعدة التخلص من الدائرة الضيقة لعدنان نطاقات ومسارات مختلفة: فردية وجماعية.. كما أشرنا في مقتل عواد الفقيه. وأمام ظاهرة القتل هذه (عن طريق الخطأ)، ومسألة القصص المفبركة تعبير درامي عن نشوة القاتل، تزداد المخاوف بشأن مستقبل رفاق الشهيد. فالكثيرون يشعرون بأنهم مستهدفون، ويساورهم القلق تجاه حياتهم في مواجهة التحولات المخيفة بعد اغتيال "عدنان". وينعكس ذلك في زيادة الخوف من الجريمة غير المألوفة نوعاً ومكاناً.