رهينة الغربتين

رهينة الغربتين

تابعنى على

بطاقة تعريف وسؤال الابتداء

Thursday 02 April 2020 الساعة 08:09 am

أنا رهينة الغربتين تائهة كالمعنى في زحمة الجدل، أنا حبة رمل سافرت مع الريح في يوم عاصف، أنا قصة وحكاية ومثل شرود متناثرة، أنا كوطني المتشظي.

أعيش غربة الوطن وغربة الحبيب، غربتين مسيجتين بأوجاع غائرة الجذور، وعتمة موحشة أحاول ترميم بعض شقوقها بسماد الكلمات وبحرفٍ مخبت أواه يطارد الدموع التي تتكور من نوافذ الروح ومشاغابات الخيال، مثقلة أنا بشوق لا يخمد يحبس الأنفاس لكنني تعلمت أن أحاول وأن أجادل ولا أهادن من أجل الوطن والحب فهما فرض عين.

أكتب أحزاني باسم مستعار هرباً من شظايا الموت والباحثين عن الفرائس، ووجلاً ممن سرقوا الوطن وأفقدوه الأمان، والكتابة باسم مستعار ممكنة لكن الكتابة بقلب مستعار مستحيلة، فالوطن والقلب لا يعاران ولا يستعاران..

أحاول تلمس مواطن الألم المرتل، فألالم سباح ماهر، والكوارث لها أجنحة لكني أتصيدها وأكتب بعض حروف عن ذلك.

وحده الحب والرضا من يمنحنا السكينة والسلامة وإليه وحده المصير لاستعادة أنفاسنا وأجسادنا التي تهالكت..

يوم سفري من عدن إلى القاهرة وبيروت حملت وطني معي، وأخذت من كل زوجين من المحبة اثنين، وأخذت رياحين فل من بستان الحسيني، وأخذت عطر بلدي ورائحة بلدي ونسيم بلدي وبكاء بلدي، وفي بيروت فتحت حقيبتي كي أسترجع ما أخذت ومزجتها بنكهة بيروت وأنسام الحمراء وفاكهة الجبل وأودعتها حقيبتي من جديد وذهبت كي أقرأ باكثير وباذيب والبردوني ومهدي عامل وطرابلسي وغسان كنفاني ونجيب محفوظ وسافرت إلى الماضي أسترجع حكايات لحبيب رحل هو أيضاً بفعل الحرب عن وطنه وأوغل في بيداء التيه وفرقتني به الأيام.

وبين الحمراء في بيروت وقاهرة المعز وملتقى العشاق على نيلها الغادق، وبين كريتر والمعلا في عدن تتقاطع الأحداث، وتدور قصص لا تنتهي من أسفار الحب والحرب والكتمان والبوح، تفوق ما كتبته الروايات وما أسكر العاشقين من الوجد والوله..
وهذا ما سوف أكتب عنه،
رعاك الله يا وطني.. وسلمت يا لبنان.. وعظيمة يا مصر.