جلال محمد

جلال محمد

معاناة الصيادين اليمنيين.. قرصنة إريترية وتراخ حكومي

Tuesday 02 June 2020 الساعة 05:10 pm

لا يكاد يمر عام دون أن نسمع عن احتجاز أو قتل صيادين يمنيين، أو تحرشات أمنية في جزيرة من الجزر اليمنية من قِبل القوات الإريترية، وكالعادة تكون هناك ضجة إعلامية حول الموضوع وتضارب في الأنباء وتغيب الحقيقة في ظل كومة الاختلاقات والروايات في ظل غياب مصدر حكومي أو جهة رسمية توضح للمجتمع حقيقة ما يجري، وتفسر أسباب التعنت الإريتري تجاه الصيادين اليمنيين الذين يروون وقائع مأساوية تعرضوا لها في سجون أسمرة، بعد خطفهم كما يقولون من داخل المياه الإقليمية اليمنية.

ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها صيادو بلادنا للنهب والقرصنة الإريترية التي تشكل انتهاكاً خطيراً لحدود اليمن البحرية ولقوانين البحار، وتعد لصوصية واضحة، ولكن.. أين موقف الحكومة اليمنية من كل هذه الانتهاكات المتكررة، والمتعاقبة بتعاقب الحكومات في بلادنا؟!

أين الجهة الأمنية "خفر السواحل" والقوة البحرية المناط بها حماية الإنسان والمصالح والمياه اليمنية، من هكذا انتهاكات؟!

من المخجل أن يظل الصمت والإهمال هو الحل الوحيد أمام السلطات الرسمية إزاء الظلم الذي يتعرض له صيادو اليمن، كما ليس من العقل التهويل والتضخيم لأي أمر يمكن حله من خلال توجيه رسائل قوية لأسمرة، دبلوماسياً وعسكرياً حال تمادوا فيما يقومون به..

قد يقول قائل إن ما تقوم به إريتريا هو نتيجة إيعاز "إسرائيلي" ومحاولة لجر اليمن لصراع هو في غنى عنه، والحقيقة أنه مهما كان الإيعاز والدفع خلف هذه الممارسات السيئة لن يجدي نفعاً ولا يثير مخاوف بشأن استلاب جزيرة من الجزر، كون جزر اليمن مؤكد عليها دولياً ووفق قرارات وتحكيم دولي معترف به.

التهويل الإعلامي والتضخيم المبالغ فيه لا يمكن أن يحل المأساة، والتراخي الحكومي والتقليل مما يعانيه صيادو بلادنا لا يمكن أن يردع "قراصنة" حكومة أسمرة، فكلاهما -التهويل، والتراخي- بالإضافة للتوظيف السياسي للامر سيبقي القضية الحقيقية بلا معالجة، كما هي عليه فعلاً منذ زمن.. ما يحتاجه الصيادون هو الحماية، والشعور بأن هناك من يحميهم للوصول لمصدر دخلهم دون خوف من اعتقال أو نهب وتكسير وحرق لقواربهم.. فيا ترى من الجهة المناط بها حماية المياه الإقليمية اليمنية، ومن هي القوة المكلفة بحماية الصيادين وأماكن الصيد من التجريف والتخريب؟!
صراخ الناشطين، وكتابات المثقفين، وأنات الصيادين الموجوعين ضرباً والمقهورين بنهب وتكسير قواربهم لا يجدي نفعاً في حال استمر التسيب والتراخي الرسمي إزاء التجاوزات سواءً الإريترية أو لسفن وشركات الصيد غير المرخص لها وما ترتكبه من تجريف وتخريب للمصائد والشعاب المرجانية في المياه اليمنية.