نبيهة سعيد

نبيهة سعيد

تابعنى على

الإمامة وأكذوبة "حكموا 1000 سنة"

Thursday 15 October 2020 الساعة 08:15 am

لم تحكم الإمامة بكافة اشكالها وصورها سواءً أتت بصورة سافرة ممثلة بالزيدية الدينية الهاشمية أو بصورة مقنعة ممثلة بالاجنحة القبلية العسكرية المشيخية 1000 سنة كما يروج الكثيرون.

 هذه كذبة أرادوا بها إقناع العامة أن لهم حقا في حكم الناس، بل وهناك تغييب وتزييف ممنهج للوعي بهذا الشأن ويمارس عن عمد منذ فترة طويلة وتتلقفه الغالبية حتى من يصنفون أنفسهم نخبا ومثقفين دون غربلة وتمحيص.

وتتعمد دائماً الآلة الدعائية في كل المنابر تزييف العديد من الحقائق ضمن لعبتها المفضلة في الطمس والتزوير والتدليس والتلفيق وتسويق اكذوبة يُقصد منها إعطاء حكم الإمامة بشقيه السافر والمقنع نوعاً من العراقة والاستمرارية.

منذ مجيء الهادي يحيى بن الحسين بن القاسم الرسي إلى صعدة بطلب من بعض وجهاء قبائلها ليكون محكماً في خلافات نشبت بينهم فصار بعدها الحاكم السياسي والعسكري عليهم وتأسيسه لدولة الائمة لم يتجاوز نفوذ هذه الدولة في أغلب الأوقات صعدة وصنعاء إلا في حالات قليلة ولمدد قصيرة كانوا بعدها يندحرون إلى معاقلهم، والهيمنة الأخيرة لحكم الأئمة بشقيها السافر والمقنع لا يتجاوز المئة سنة.

حكمت اليمن العديد من الممالك والدول المتعاقبة من "زياديين، يعفريين، نجاحيين، صليحيين، رسوليين، طاهريين، كثيريين، قعيطيين، زريعيين، ايوبيين، مماليك، اتراك، انجليز في جنوب البلاد ثم الحكم الذي اتى بعد خروج الإنجليز" هذه الدول المتعاقبة تركت مآثر تاريخية في العمران والتعليم والخدمات تعرض معظمها للتغييب والهدم والتدمير الممنهج، واكثر ه‍ذه الدول ازدهاراً الدولة الرسولية التي امتد حكمها إلى مكة وظفار وميزة هذه الدولة أن اغلب حكامها كانوا علماء ليس علماء دين فقط بل وحتى في الادب واللغة والفلك والزراعة، وعلى العكس من ذلك كان مشروع الإمامة دائماً مشروع هدم ودمار.

ولكن الفارق بين هذه الدول المتعاقبة وحكم الأئمة بشقيه السافر والمقنع أن هذه الدول لا تعاود الظهور بعد ذهاب حكمها بينما مشروع الإمامة مستمر ومتواصل رغم عقمه وذلك لأسباب بينها الرابط السلالي ومذهب سياسي مقيت أفرز ثقافه لا تقبل التعايش مع الآخر إلا إذا كانت هي الحاكمة المهيمنة بالإضافة إلى خلافات وتشرذم وتبعية اليمنيين واستعلاء بعضهم على البعض الآخر.