د. عبد العزيز المقالح

د. عبد العزيز المقالح

القصيدة الأولى

Saturday 31 October 2020 الساعة 07:54 am

هيَ عاصمةُ الرُّوحِ

أبوابُها سبعةٌ

- والفراديسُ

أبوابُها سبعةٌ -

كلُّ بابٍ يحقِّقُ أمنيةً للغريبِ

ومنْ أيِّ بابٍ دخلتَ

سلامٌ عليكَ،

سلامٌ على بلدةٍ

طيِّبٌ ماؤُها طيِّبٌ

في الشتاءاتِ صحوٌ أليفٌ

وفي الصيفِ قيظٌ خفيفٌ

على وابلِ الضوءِ تصحو

وتخرجُ منْ غَسَقِ الوقتِ

سيّدةً

في اكتمالِ الأنوثةِ

هل هطلَتْ منْ كتابِ الأساطيرِ

أم طلعَتْ منْ غناءِ البنفسجِ

أم حملَتْها المواويلُ

منْ نبعِ حُلْمٍ قديمْ؟!

* * *

مكّةُ عاصمةُ القرآنِ،

باريسُ عاصمةُ الفنِّ،

لندنُ عاصمةُ الاقتصادِ،

واشنطنُ عاصمةُ القوّةِ،

القاهرةُ عاصمةُ التاريخِ،

بغدادُ عاصمةُ الشعرِ،

دمشقُ عاصمةُ الوردِ،

وصنعاءُ عاصمةُ الرُّوحِ.

في أعماقِها كَنْزٌ مخبوءٌ

للحلمِ

وفي رحابِها تقامُ الأعراسُ البهيّةُ

وتولدُ منْ الحجارةِ أشكالٌ

وترانيمُ

ويكتبُ اللَّونُ الأبيضُ

قصائدَهُ الباذخةَ

ويدوِّنُ اللَّيلُ أساطيرَهُ المثقلةَ

بعناقيدِ الشَّجَنِ

ومجامرِ الأطيابِ،

على الجدارِ الداخليِّ الأملسِ

لبابِ اليمنِ

كتبَ شاعرٌ يمانيٌّ:

"هيَ صنعاءُ، حانةُ الضوءِ فادخلْ

بسـلامٍ، وقَـبِّلِ الأرضَ عشرا

واعتصرْ منْ جمالِها الفاتنِ البِكْـ

ـرِ، رحيقاً يضيفُ للعُمْرِ عُمْرا"..

*من ديوان "كتاب صنعاء"