خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

الشراكة في اليمن وذهنية الاستحواذ وإلغاء الآخر

Monday 26 April 2021 الساعة 12:13 am

ذهنية الاستحواذ وإلغاء الآخر، أسوأ ما تشهده موضوعة التحالفات والتفاهمات السياسية اليمنية، حيث الأبوية تسود هذه الكيانات، وثقافة الأكبر الذي يلغي حق الآخر، في الحوار والتحليل القبول والرفض، مكتفياً باعتباره ظله الذي لا يشذ عن رؤاه، ولا يشكل استثناءً في قراءة المشهد. 

لا يمكن إسقاط هذه الحالة في أي مكان آخر أكثر من تحالفات اليمن، حيث يتعاطى الحزب الديني مع الشريك الآخر، من موقع امتلاكه منفردا الحقيقة المطلقة، وصواب السياسة ومشروعية إدارة المناطق واتخاذ القرار. 

ليس هناك من شريك يلغيك، تحت سقف الشراكة، يصادر حقوقك في تقديم تصوراتك السياسية، وكيفية الخروج من المآزق المتتالية، كما يفعل التحالف الوطني مع الأحزاب الأُخرى، هو من يرسم الإطار وعلى الشركاء التحرك في سياق هذا الإطار، هو من يرسم التوجهات، وعلى ما عداه ان يتعاطى مع هذه التوجهات، كأداة تنفيذ لا شريك في صناعة مثل هكذا مخرجات. 

الشراكة في اليمن تجردك من حقك، في ان تقف مع من يرى نفسه سلطة امر واقع، على ارضية ندية واحدة، ان لا يكون هو كوكباً والأحزاب مجرد توابع تدور في فلكه السياسي، في كل ما يمس راهن ومستقبل البلاد. 

الشراكة في اليمن يراد لها ان تكون احادية القطب مركزية القرار، دينية الوصاية، هي مطبخ القرار وسيد المشهد ومرجعية الاحتكام، من الحوار على مستوى اللاعبين الإقليميين، وحتى المستويات المحلية الأدنى. 

نحن لدينا حلفاء يخطفون رفاقك يقيمون السجون السرية، يغتالون يدمرون قيم المدنية، يهينون حضورك يتطاولون على قواعدك، ويصادرون شارعك عبر حشرك بين زوايا وشقوق العجز، دون ان يمنحوك حق الدفاع عن ما تراه توازناً سياسيا، وحقك في ان تقول كفى هيمنة وبسط نفوذ، كفى عبثاً بسلطة القانون، توقفوا عن تدمير ثقة الناس بشركاء الحياة السياسية. 

في اليمن لا توجد شراكة، في اليمن فكر ديني مغلق يخنق السياسة، تمظهراته تتجلى حيناً بصورة الحزب الديني الأكبر والوصي، وحيناً آخر على هيئة سلطة أمر واقع، ومرة ثالثة ككتلة صلبة ممسكة بدواليب الحكم في أروقة الشرعية. 

من غير صياغة التحالف على أساس التكافؤ، والشراكة الحقيقية المتوازنة، سيظل الحزب الديني المهيمن، يعمل فقط لحساباته الحزبية الأحادية، لا من أجل الشركاء ومصالح الوطن، سيظل هو الناطق باسم الله والسياسة، ونحن الظل التابع.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك