صالح أبو عوذل

صالح أبو عوذل

تابعنى على

للمهتمين.. ماذا يحدث في لودر؟

Saturday 03 July 2021 الساعة 01:52 pm

سؤال قد يسأله الكثير، ما هو شكل الصراع في لودر؟ وما هي أهداف الحرب التي يحضر لها أطراف الصراع هناك؟، ومن هم أطراف الصراع ومن يغذي كل طرف؟

طبعاً، كان اختيار "لودر"، خاطئاً من قبل أحد الأطراف المتصارعة فيما بينها.

طبيعة الصراع، صراع بين فصيلين، الأول يتبع الرئيس عبدربه منصور هادي، والآخر يتبع النائب علي محسن الأحمر.

الفصيل الأول، كانت له مواقف إيجابية في لودر، على اعتبار أنها منطقة قبلية، اقحامها في الصراع قد يكلف الكثير، في حين أن السيطرة على لودر "كليا"، لا يعني شرعية الرئيس هادي في شيء، والسيطرة عليها وازاحة الحزام الأمني، لن يكسب هادي "أي ورقة سياسية"، بل على العكس سوف يخسر الكثير على الصعيد الاجتماعي والقبلي.

الفصيل الآخر، يتبع نائب الرئيس علي محسن الأحمر، وهو يرتبط بشكل وثيق بأطراف إقليمية، ومن ضمن هذا الفصيل، وزير الداخلية المعزول أحمد الميسري، الذي لديه خلاف مع الرئيس وابنائه.

يبرر الميسري انضمامه إلى هذا الفصيل، بسبب ما يسميه "التخلي عنه ورفضهم فرضه في حكومة التقاسم".

قبل شهور أوقف نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر صرف ميزانية شهرية كانت تصرف لمدير أمن أبين المكلف علي الذيب، ففكر الأخير في السيطرة على لودر، ولأن وزير الداخلية إبراهيم حيدان "رجل ضعيف" ومسير، تم تقديم شخص مقرب من الذيب ان يكون مديرا للودر، متجاوزا بذلك "خصوصية لودر".

الهدف من السيطرة على لودر "من وجهة نظر علي الذيب"، ان السيطرة على لودر تعني السيطرة على الموارد من الضرائب وغيره.

اتخذ القرار معتقدا انه من بوابة هذا القرار ستصبح كل موارد لودر تحت تصرفه وأبرزها "ضرائب القات" الذي يمر عن طريق لودر ويوزع على مختلف المدن والمحافظات.

لكن في خلفية القرار هي ضربة ذكية من العميد علي محمد القفيش، الذي لا يريد ان يكون في الواجهة، لسبب انه لا يريد إعادة احياء صراعه مع قبائل العواذل، في سبعينيات القرن الماضي، والكثير يعرف ما أعني في هذه الجزئية.

ضربة القفيش التي كان يعتقد انه با يحققها عن طريق علي الذيب تخدم نائب الرئيس علي محسن الأحمر، الذي يرى انه من المهم اليوم قصقصة اجنحة هادي في أبين.

نجح الأحمر في إزاحة الكثير من القيادات الموالية لهادي، مستغلا نفوذه في الرئاسة والدعم الذي يتحصل عليه من أطراف إقليمية عدة.

في منتصف يناير 2020م، تعرضت قوات موالية لهادي "اغلب جنودها من شبوة وأبين"، لضربة صاروخية مجهولة المصدر اثناء ما كانوا يؤدون صلاة المغرب في مسجد بمأرب.

هذه الضربة كانت مؤلمة للرئيس هادي، الذي أدرك ما يخطط له الأحمر، لكن الأخير لم يقف هنا، فقد عمل على تحريك ادواته السياسية والإعلامية للهجوم على هادي، وشتمه (لاحظ هجوم ياسر اليماني)، والحديث عن مجلس رئاسي.

يعتقد الأحمر ان بإمكانه الوصول الى الرئاسة خلفا لهادي، بالطريقة التي وصل فيها الأخير للرئاسة، وازاحة هادي تكمن في تجريده من كل مصادر القوة، لم تعد مع هادي أي قوة عسكرية تدين له بالولاء، حتى حرس الرئاسة الذي يقوده مهران قباطي لا يدين بالولاء لهادي، بل للأحمر والجميع يعرف هذا.

وزير الداخلية الذي عين على "حصة الرئيس"، انظروا ماذا يفعل في حضرموت، ينفذ اجندة الأحمر حرفياً، وللمعلومية وهذه معلومة أكيدة، أي قرار تعيين يصدر من هادي يرمى في الدرج من قبل عبدالله العليمي، اذا لم يأت عن طريق النائب، وهذا أمر معروف لدى كل المسؤولين الذين تم تعيينهم والذين رفضت قرارات تعيينهم.

لماذا لودر؟ 

لودر مشهود لها في الحرب ضد تنظيم القاعدة، وصمودها في وجه الاجتياح الحوثي، على الرغم من "تفكيك اللجان الشعبية"، لكن اختيار لودر كساحة صراع أخير بين "النائب والرئيس"، لاعتبارات عدة، أولا المدينة تربطها طرق نقل رئيسية مع محافظة البيضاء، التي تعد المعقل الرئيس لتنظيم القاعدة، والسيطرة على لودر يعني تفكيك قوات المقاومة الجنوبية التي ترابط في جبهة ثرة ويقودها قيادي حراكي هو طه حسين، واقالة مدير أمن لودر سيتبعها اقالة قائد جبهة ثرة او ازاحته، وازاحته تعني فتح الطريق امام الحوثيين..

وفتح الطريق امام الحوثيين الذين قد يصلون إلى "قرية ذكين في الوضيع"، وقد يرددون الصرخة فوق منزل الرئيس هادي هناك، وبالتالي يكون هادي "مجردا تماما من أي أوراق سياسية في المفاوضات المرتقبة، بعد ان يصل الحوثيون الى مسقط رأسه، وهو ما يريده الأحمر".

ويعتقد الأحمر ان عودة الحوثيين إلى أبين، قد تدفعه الى المساومة على اخراجهم مقابل ملفات أخرى في شبوة وساحل حضرموت، بمعنى أدق، الأحمر لم يعد يفكر في هادي بل ما بعد هادي.

لكن نعود ونؤكد ان الصراع الذي تسوقه هذه الأطراف في لودر، سيكون صراعا خاسراً للجميع، لأن لودر ترفض كل اشكال الإرهاب، والقيادات التي يتم تقديمها "كوساطة لتسليم أمن لودر"، سبق لها وشاركت في الحرب على المدينة في العام 2012م.

وأتمنى تكون الصورة وضحت للجميع.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك