عبدالباري طاهر

عبدالباري طاهر

تابعنى على

ورحل العمراني علّامة اليمن وأحد فقهائها الكبار

Tuesday 13 July 2021 الساعة 06:26 pm

العلامة الفقيه المحدث محمد بن إسماعيل العمراني في ذمة الله.

نشأ الفقيد الكبير في بيئة معرفية تحتفي بالتعلم والتعليم واحتراف الفتيا والقضاء والتربية الدينية.

عكف صغيرا على تلقي الدروس من شيوخ عصره علماء صنعاء.

درس المعارف السائدة في صنعاء واليمن والعديد من البلدان العربية والإسلامية وهي علوم الحديث، التفسير، الفقه، واصول الفقه، التجويد، النحو، الصرف، علوم البلاغة: المعاني والبيان والبديع.

مسيرة حياته العطرة والزاخرة تشهد انه درس المعارف المنوه بها على أفضل علماء عصره كما تحكي سيرته، وتحول الطالب المجد المجتهد إلى طالب ومدرس في آن.

 فدرس لدى كبار العلماء ويقوم بتدريس من هم أقل مستوى تعليمي منه. 

اكتسب العمراني خبرة رفيعة في التدريس، وكانت أواخر الخمسينيات حلقة درسه من أهم الحلقات لأبناء صنعاء وزوارها.

قرأت عليه والزملاء علي حسن بحر وأخوه أحمد نبذة من سبل السلام شرح بلوغ المرام لمحمد بن إسماعيل الأمير على سبيل التبرك والاجازة.

العلامة العمراني منذ سبعينيات القرن الماضي أصبح من رجال القضاء المهمين، سواء في المعهد العالي للقضاء أو وزارة العدل، وكان مرجعاً في القضاء والفتيا، وواضب على حلقة التدريس في جامع الفليحي.

في العام 1997 كنت مع الاستاذ ابراهيم الحضراني فنقل إليه خبر وفاة اخ القاضي محمد اسماعيل، فظن ان المتوفى هو القاضي محمد. فأخبرني منزعجا، وكتبت ليلتها عمودا في صحيفة الثوري كتأبين له، وذكرت الدراسة عنده فاتصل معاتبا، فكتبت عمودا للاعتذار.

كان القاضي على جانب من النزاهة والكفاءة والفطنة، ورغم احتسابه على التجمع اليمني للاصلاح إلا أنه ظل يميز نفسه ويحتفظ باستقلاليته وبرؤيته الخاصة بعيدا عن التحزب والصراع السياسي.

 كان محل احترام وتوقير الشعب اليمني، الذي احب فيه ورعه وزهده ونقاء الضمير ونظافة اليد.

رحم الله علّامة اليمن وفقيدها الكبير. 

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك