عبدالكريم المدي

عبدالكريم المدي

تابعنى على

هذا "صالح " الذي نتوسد قيمه ونمضي خلف مشروعه.. أبداً

Sunday 25 July 2021 الساعة 05:37 pm

علي عبدالله صالح افتقدك الشعب والجمهورية وربّ الكعبة..

افتقدك شارع الزبيري وميدان التحرير وكل محافظة وقرية.

افتقدك أصحاب الأفراح الأسرية الفرائحية في القاعات والمناسبات والفعاليات الوطنية والاجتماعية.

افتقدك الراتب.. وابن آخر كل قرية من جغرافية اليمن..

افتقدك الطالب الذي كنت تخصص له طائرة تعيده من أقاصي الأرض كلما هطلت السحاب وآذنت فيها السماء بمطر كثير أو مأسأة عابرة.

افتقدتك الأسر التي خصصت لها ضمانا اجتماعيا، والشعب الذي قاتلت عليه دوما ودافعت عنه خلال نكبة الممسوسين والمؤدلجين والإماميين المتربصين.

افتقدك البيت الذي كان ربه وأطفاله ينامون بطمأنينة وراحة بال.

افتقدك التاجر الذي صار ماله ليس ملكه.

افتقدك الصحفي الذي كان يشتمك ويصفك بفجور وتتصل مساء كل يوم للمعنيين بتفقد أسرته وعدم أذيته.

زعيمنا وشهيدنا روح مشروعنا الوطني وذروة سنامه "عفاش" أنت أب اليمنيين..

فبعد رحيلك أحسسنا أن وطنّا لم يعد كما كان، وراحتنا وحرّيتنا أخِذت منّا وغيث انطلاقنا لن يعود بعدك.

صالح.. يا عظيم اليمن وأنت في عالم الله خالق الموت والحياة.. اعلم أن كل يمني اليوم يتهجّى حروف خطاباتك ويتناولها كألذ وجبة يومية في الوجود.

كل يمني أصيل-يا شهيدنا- يريد أن يشتمَّ ريحة حروف خطاباتك قبل أن يشتمَّ ويدرك عبق وفائك لشعبك وتسامحك معهم وحبهم وحرصك الأصيل على بناء دولتهم.

صالحنا الصالح المصلح الأصلح المتصالح.. تهنّأ بحياتك الأبدية المشرّفة.. فقد ملكت صفحات التاريخ ومجلداته وقلب كل يمني معا.

ملكتها بعظمة العظماء وحب البسطاء وعيشة المتواضعين وإخلاص المخلصين ووفاء التبابعة.

لا أدري الآن!

هل أحسد نفسي بأنني أحببت مشروعك من أول لحظة، أم أحسد القلوب التي تؤمن بنضالك الوطني أكثر منّي؟

أصدقكم أني أتردد في الكتابة عن دولة صالح.. أخشى عدم إنصافها أولا:

وثانيا:

 كي لا يقول عنها غيري أكثر مني حينما أكتب، سيما وأنا المتماهى بها والمؤمن بأهداف ثورة 26 سبتمبر والجمهورية التي خُبِزتُ من عجينتها ومحبّتها، ونضال واحد من أبرّ أبنائها الرئيس الصالح الذي  تبرعمت فراديس عمري على جمهوريته التي يقاتل عنها ووطنه الحُرّ الذي يعتزّ به.

وتأكيدا لذلك نقول:

استرح يا ملك الكرامة وفارس الوطنية "صالح". 

قِرّ عينا.. اليمن اللحظة وكل لحظة تشتاق لك وستشتاق لمشروعك الكبير وستعمل على الوفاء به.

كل ضابط اليوم وخريج كلية عسكرية من أقصى دنيا وطننا إلى أقصاه تراب طينتنا يحييك.

كل إعلامي شريف يرفع يده والقبعة تحية لروحك.

كل مهندس وطبيب وعامل ومُعلّم ونقابي وشيخ أصيل يريد أن يصنع لك تمثالا ويبني لك هرما تاريخيا وفاء لك.

صوتا اسمعه في عقلي الباطن يحثّني الآن وكل آن للقول:

أرواحنا تقول لك:

نم بسلام -يا عظيمنا عفّاش- رحمات الله ودعوات شعبك تصحبك في قبرك، وقيم أصحابها وكل الأجيال تحمل رايتك وتستلهم بطولاتك التي تتقد وتتوقد وتنضج وتسمو.

تحيا الجمهورية والوطنية اليمنية التي طالما علّمتنا كيف نسير اليوم وغدا على دربها نحن وأجيالنا.. 

والخزي والبوار لمن خانها.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك