نبيهة سعيد

نبيهة سعيد

تابعنى على

متاهة الديمقراطية

Friday 30 July 2021 الساعة 04:53 pm

الديمقراطية في المنطقة المهترئة شكلية وملعبها غير ممهد للجميع، وفي الغالب تؤدي إلى إعادة إنتاج القبح وشرعنته عبر مهزلة الانتخابات. 

الغالبية اختزلوا الديمقراطية في صندوق الانتخابات فقط، ينط من خلاله هذا الطرف أو ذاك إلى السلطة وبعدها يتم الاستحواذ على كل شيء وتفصيل قوانين ودساتير على مقاس من ربح الصندوق وإلغاء وإقصاء باقي الأطياف والمكونات، رغم أن الديمقراطية منظومة متكاملة تضمن حقوق الجميع دون استثناء أحد، وتحدد كيفية التعامل مع المعارضة ومع الآخر المختلف ثقافياً وطائفياً وحتى دينياً.

اختزال الديمقراطية في صندوق انتخابات وتغييب باقي المنظومة الديمقراطية فيه افتراء وتشويه للديمقراطية الحقيقية.

وضعت المنطقة المهترئة بين خيارين لا ثالث لهما في تحديد من يحكم: إما طاغيه عسكري قد يلبس أحياناً ثوب الحداثة الزائفة أو طاغيه ديني بشقيه السني والشيعي يتخذون في الغالب من معزوفة الديمقراطية مجرد سلم للوصول إلى السلطة والاستحواذ عليها، لا مجال ولا مكان لدولة الإنسان دولة المواطنة والقانون لأن هذا الخيار الثالث سيُضيق الخناق على بعض الأنظمة اللاعبة في المنطقه وسيُفقدها دورها ووظيفتها.