خالد سلمان

خالد سلمان

تابعنى على

تعز تتحول إلى جهنم على الأرض..!!

Saturday 28 August 2021 الساعة 09:31 am

انتحار جماعي للفتيات، قتل جماعي للشباب، تعذيب حد البشاعة للسيدات، وموت يومي على الرصيف. 

على يد حزب الدائرة الإعلامية الناطقة باسم السماء، تعز تتحول إلى جهنم على الأرض.

*   *  *

تستطيع بكل يسر أن تجد على أرضية أي ناصية، جالون دم، ومن المستحيل أن تجد لأطفالك جالون ماء. 

إنها تعز.

*   *  *

لحم مبعثر تتغذى عليه طرقات الداخل والشتات، ميزانيات باسم الجرحى تُنهب، الاتجار بأنين المصابين وابتزاز الحكومة، واستحلاب مليارات لا تذهب للتطبيب، بل للتقاسم ومضاعفة العيش الرغيد للسلطات العسكرية.  

الجرحى هناك تلبسهم جراحاتهم، بعيداً عن رعاية النافذين، أما الذين يهددون هناك بإغلاق مكاتب الوزارات إن لم يدفعوا الجبايات، هؤلاء ليسوا أعضاء في رابطة الجرحى، هؤلاء أعضاء في عصابة كامورا وآل كابوني.

*  *  *

هذا التعزي المثابر المشقر بالمعرفة، المسكون بالمواطنة المتساوية، خصم البارود صديق الحبر والحرف والقصيدة.

 هذا الكائن الشفاف الجميل، أينما يمم وجهه مشروع قتيل. 

أخشى أن يأتي جيل للذود عن نفسه، يرفع راية الهمجية ويصيغ مثل هكذا شعار: 

اللعنة على الكتاب والمجد للبندقية.

*  *  *

إخوان اليمن لقد أوغلتم في دمنا، ثقل الحساب، سينفجر الشارع، سيحطم إطاره السياسي الناظم، سيتمرد على محاولات عقلنته، وستبتلعكم الحمم. 

فككوا فرق الاغتيال، ارفعوا أصبعكم عن كاتم الصوت وزناد البندقية.

*   *  *

من مأرب المحاصرة حوثياً، أصدروا حكماً بإعدام عبد الملك الحوثي، وهكذا حتى وإن لم تُستعد صنعاء، ولم يرفع الرئيس العلم فوق مران، يكون هادي بمطرقة محكمة هزلية، وقاض شبح قد أسقط الانقلاب. 

هادي أحد شخصيات عوالم غارسيا ماركيز السحرية، حيث ينبت للبشر ذيلاً، ويتحول الجنرال المهزوم اورليانو، إلى طاغية مسكون بالتنبؤ وصياغة معادلات تحقيق المعجزات، وتصنيع الذهب.

“جنرال اورليانو انتبه لقلبك أنت تتعفن”

*   *  *

لا شيء يستحق التناول في خُطب الجمعة، لا جوع لا انتهاك لا سجون سرية وإخفاء، لا قتل لا تعذيب وانتهاكات لحقوق الإنسان، هناك فقط جيش تحاول الأحزاب النيل من قدسيته، وجلاوزة أمن أطهار أرادت التظاهرات أن تعطل عملهم في سلخ جلد الناس، في الأقبية الغامضة والزنازين المخفية تحت الأرض. 

خطباء منابر المساجد، مشغولون بتعليق المشانق للمعارضين، وما دون ذلك كل شيء في تعز ومأرب وغيرهما في أحسن حال، وعلى خير ما يرام. 

هكذا يتحول رجل الدين إلى ممحاة إثم، مبرر جريمة، وبسملة لهراوة بيد جلاد.

*  *  *

علي محسن إلى جانب انتمائه للإصلاح والسلفيين وكل فروع الجهاديين، يهنئ "المؤتمر" ويعلن مؤتمريته!، وغداً سيهنئ الاشتراكي ويعلن اشتراكيته، وسيفعل ذات الشيء مع الناصري.

وهكذا يصبح النائب التوافقي الذي يستحق أن يرث هادي.  

عينه على الرئاسة وعيون ضحاياه على قفص اتهام، يليق بسفاح متسلسل قاتل.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك