وزارة التربية والتعليم، تطبع الكتب المدرسية في مطابع الدولة والحكومة وتوصلها في مواعيدها الدقيقة إلى جميع المدارس الأهلية، ليقدموها في أبهى حلة، وأجمل طباعة، للطلاب الذين يدفعون مئات الآلاف مقابل التعليم الخاص.
يقدمونها لهم وعلى ظهورها ختم أخضر بعبارة تقول في مطلعها، "خاص بالتعليم الأهلي".
هكذا فقط، خاص بأصحاب المال ومن يدفع أكثر، كتب جديدة وأنيقة وملونة، كتب واضحة وبهية، وهي ذاتها كتبنا التي كانت بأيدينا في زمن الفساد القديم.
الفساد الذي أسقطته الثورة وجعلت في عهدها كل المدارس الحكومية بلا كتب ولا معلمين ولا أختام خضراء بهية.
مدارسنا الحكومية صارت خاوية على عروشها من رائحة الفقر فيها والفراغ، صارت مدارس للأيتام في شكلها ومظاهرها، وكتبها ممزقة ونصفها بلا نصف آخر، كتب رثة هالكة ومهترئة، تمامًا كشكل دولتنا الساقطة بعد عهد الثورة..
أيها الشعب:
لم يعد لكم دولة، ولا مدارس، ولا كتب ملونة، لم يعد لكم الحق بالتعليم المجاني والدراسة الحكومية والكتب الجديدة.
لقد صارت كلها تجارة صفراء لا تخجل من ممارساتها المفضوحة.
أيها الشعب:
سلام الله على عيبان..
سلام الله على زمن الفساد القديم..
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك
