عبدالسلام القيسي

عبدالسلام القيسي

تابعنى على

حزب الإصلاح في ميزان الربح والخسارة

Sunday 12 September 2021 الساعة 05:51 pm

يحتاج الإصلاح أن يقرأ مواقفه، خلال العشر السنوات، في ذكرى تأسيسه كما نحن نقرأ كل غلطات وخطايا أحزابنا، وأن يعترف بخسارته الوعي الجمعي، فهو ربما يكون كما هو الآن السلطة والقرار الأول، ولكنه أكثر من خسر في هذه الحرب وذهبت مبادئه وأفكاره وقواعده. 

يعتقد البعض أن الإصلاح كسب وهو لم يفعل، بل خسر نفسه، لولا أن الحرب تبقيه لما بقي لحظة واحدة، فهؤلاء الذين معه يخيفهم الحزب فقط بآلته الدموية ولذا السلام لديه يعني النهاية، ووجود الكهنوت يبقيه واستمرار المعركة تغذيه وفي النهاية سيجد نفسه بلا أحد، السلام سيقتله، لا أعتقد سيعترف به أحد.

تخيلوا تنتهي المعركة، ويحل السلام، أيمكن للإصلاح _الذي قدم أفشل وأدمى نموذج من السياسي إلى العسكري إلى الإعلامي وإلى السلطوي_ أن يجد نفسه، وهل يصدقه أحد؟

*  *  *

عندما تصبح إصلاحياً عليك أن تتخلى عن كل شيء، عن أهلك، عن مجتمعك، عن محيطك، وعن كل رفاقك.

أعرف عينات كثيرة ومن بلادي تركوا كل شيء خلفهم وذهبوا يصلون للحزب والجماعة ولو حكيت حكاياتهم لأصبتم بشرود تام من هول الصدمة.

يمكن لكل فرد أن يتأمل وأن يحكي حكاية واحدة لفرد يعرفه كيف كان؟ وماذا أمسى بعد دخوله حزب الإصلاح؟

الأخ يتنكر لأخيه، يمكن له أن يجعل منك وسيلة قذرة لتحقيق مكسب ولو بسيطا لحزبه، 

والذين رفضوا هذا النهج وما زالوا مع الإصلاح همشهم الحزب وهم في الدرك الأسفل من التنظيم، كمبارسات فقط.

تنظيم الإصلاح خطير، خطير بشدة، ولكي يهدم أحد خصومه يكسب بكل الوسائل أخ أو ابن أو ابن أخ أو ابن عم الخصم ليهدمه به، يفرق اللحمة الاجتماعية والعائلية.

هذا حزب بلا شرف، نعرفه حق المعرفة.

*  *  *

لن أقول من فكك الدولة والجيش ليمهد للكهنوت كل البلاد، هو معروف، شيعته من الإصلاح، لكن المفيد والذي أريد قوله: من فكك المجتمع قبل تفكيك الجمهورية؟ 

من طحن ومزق وشتت الناس والقبائل والرجال كي يأتي الكهنوت على مجتمعات متناحرة لا تستطيع مقاومته، من فعل ذلك؟ الإصلاح.

الإصلاح أسقط البلاد كمجتمع وأسقطها كجمهورية ودولة.

مزق النسيج الاجتماعي ومزق السلطة.

عودوا إلى بلدانكم وقراكم وأريافكم وتذكروا سنوات ما قبل الربيع والحروب هذه، من قضى على لحمة البلاد؟

*  *  *

كل حزب وجماعة يعود من المنفى إلى البلاد بعد كل ثورة واستلامهم للسلطة إلا حزب الإصلاح كان معززاً مكرماً أثناء حكم الشهيد "صالح" ويحكم معه البلاد ولما استلم السلطة غادر إلى المنفى.

كل شيء عكس المنطق، فهم حزب بلا منطق.

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك