العميد ثابت حسين صالح

العميد ثابت حسين صالح

تابعنى على

المآلات المتوقعة للحرب في اليمن

Friday 29 October 2021 الساعة 09:22 am

كي نستطيع استشراف ما يمكن أن تؤول إليه الحرب الدائرة في جغرافية "الجمهورية اليمنية" منذ مطلع 2015م... علينا أن نعرف أولا من هي الأطراف المتحاربة والمشاركة وأهداف كل منها المعلنة وغير المعلنة.

 روج الإعلام الرسمي لسلطة "الشرعية" اليمنية المقيمة في المنفى منذ نشوب الحرب، أن الحرب ضد الانقلابيين... فيما روج إعلام سلطة "الانقلابيين" الحوثيين أنهم يخوضون حربا "ضد العدوان وضد مرتزقة الشرعية".

أما التحالف العربي بقيادة السعودية فقد أعلن الحرب بهدف "استعادة الشرعية والقضاء على الخطر الإيراني الحوثي الذي يهدد حدودها الجنوبية... الخ".

 لكن هذا الإعلام لم يكلف نفسه الإجابة على السؤال الأهم، عن الأهداف الخفية الحقيقية للحرب:

- بالنسبة للحوثيين اعتبروا منذ البداية أن الشمال "حقهم" وأن حربهم الحقيقية هي ل"استعادة الجنوب وصد العدوان الخارجي".

لذلك كان هدفهم بعد الاستيلاء على الشمال الوصول إلى عدن (عاصمة الجنوب) انطلاقا من صنعاء، ذمار، إب، تعز... من ناحية ومن صنعاء، البيضاء وأبين من ناحية أخرى... بل اجتاح الحوثيون شبوة كذلك عن طريق مأرب والبيضاء.

 في ضوء ذلك نستنتج أن المسرح الرئيس للعمليات الحربية كان وما زال الجنوب، وأن الجبهات التي ظلت مشتعلة باستمرار بعد تحرير الجنوب هي جبهات الحدود بين الجنوب والشمال: الضالع، كرش، الصبيحة، ثرة، الساحل الغربي.. وصولا إلى جبهة شقرة وشبوة التي تولت القوات الموالية لحزب الإصلاح الحرب فيها ضد الجنوب نيابة عن الحوثيين وعن كل مراكز النفوذ في الشمال.

 إذاً الطرف الذي حارب دفاعا عن الجنوب وتحت رايته وألحق الهزائم بالحوثيين، هو شعب الجنوب ممثلا بحراكه، مقاومته وقواته وأمنه ومجلسه الانتقالي.

 نحن أمام طرف كان وما زال هو الأكثر حضورا وفعلا وتضحية على الأرض وكان هدفه واضحا منذ بداية الحرب: تحرير الجنوب واستعادة دولته ودعم عمليات التحالف لتحقيق أهدافها.

 من جانبها سلطة "الشرعية" التي سيطر عليها حزب الإصلاح فشلت أو أفشلت تحرير الشمال وحولت مسار الحرب للاستيلاء على الجنوب..

بالمقابل ظهرت قوة أخرى صاعدة لمقاومة الحوثيين في الشمال في الساحل الغربي تحديدا ممثلة ب"حراس الجمهورية" جلهم من تشكيلات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس الراحل علي عبدالله صالح.. وشاركت مع قوات العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية في الوصول إلى مشارف الحديدة. 

القوى الداعمة: 

إيران تدعم الحوثيين صراحة وتطمح إلى السيطرة على كل جغرافية "الجمهورية اليمنية" كحد أقصى أو على الشمال كحد أدنى.

تركيا وقطر وعمان؛ تدعم حزب الإصلاح وحلفائه من الجماعات المتطرفة والإرهابية وتطمع في السيطرة على الجنوب بشكل خاص ذات الموقع الاستراتيجي الأهم والأغنى ثروة باطنا وظاهرا.  

 انطلاقا من كل ما سبق تبدو الأهداف الحقيقية بل وحتى الأطراف الفاعلة في الحرب مختلفة تماما عن ما روجه الإعلام السياسي لكل من الشرعية والتحالف والحوثيين. 

لا ننسى أيضا موقف القوى العظمى وأجندتها ومصالحها وملفاتها.

لكن تبقى العوامل والقوى الداخلية هي صاحبة الصوت الأكثر تأثيرا وفعلا.

مرحليا كان يبدو اتفاق الرياض وتنفيذه عاملا مهما لكل من التحالف والمجلس الانتقالي الجنوبي.

لذلك سعت وتسعى كل من حكومة الشرعية والحوثيين إلى رفض وتعطيل تنفيذ هذا الاتفاق حتى لا يصبح أساسا لمشروع التسوية السياسية الشاملة.

 في نهاية المطاف ولكن بعد "خراب مالطا" يبقى حل عودة الدولتين المتعايشتين فيما بينهما ومع محيطهما العربي والدولي هو الحل النهائي والجذري للمشكلة اليمنية والإقليمية برمتها وعامل أمن واستقرار للمنطقة والعالم كله. 

من غير المستبعد محاولة تجريب خيار الإقليمين أو الثلاثة أو الأربعة.. رغم أن هذا الخيار سيواجه بالرفض في الشمال وفي الجنوب.

في حين تعني الخيارات الأخرى بما فيها الحوثية و"الشرعية" للحل.. تعني الإصرار على  استمرار الحرب إلى أجل غير مسمى.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك