عبدالخالق عمران.. ثنائية المهنية والحزب

عبدالخالق عمران.. ثنائية المهنية والحزب

السياسية - Saturday 05 December 2015 الساعة 08:17 pm

آ * محمد الجماعي ترى ما الذي يفعله زميلي وتوأم روحي "عبدالخالق عمران" في هذه الساعة داخل السجن، وهو الذي لم يتوقف يوما واحدا عن إحصاء أنفاس الزمن الإخباري منذ وضعنا أقدامنا سويا في صحيفة "العاصمة" عام 2007، كأول خطوة لنا في بلاط صاحبة الجلالة بعد تخرجنا، كلا من جامعته.. لا أدري كيف استطاع "عمران" قضاء كل تلك الفترة في سجنه منذ 9 يونيو الماضي دون الحصول على الأخبار والمعلومات، وهو الصحفي الذي لا يضاهيه أحد في الاهتمام والمتابعة والتقييم والمقارنة بين أداء القنوات الإخبارية ووسائل الإعلام المحلية والدولية.. هذه واحدة من مئات الصور، المواقف، الأنشطة، التي تشاطرنا فيها أنا وزميلي عمران، وكان متفوقا علينا جميعا في سبر أغوار الفضائيات ووسائل الإعلام ووضع "صنعة ومهارة" كل وسيلة إعلامية على محك التقييم والمقارنة. ثمانية أعوام، لم نفترق فيها إلا لنعود من جديد.. نسابق الزمن!! وكم سبَقَنَا في هذا المضمار الشاق من زملاء وأساتذة.. ثنائيات عظيمة ما زلنا ننظر إليها أنا وعبدالخالق بإعجاب، واتخذنا من بعضها قدوة وسلكنا بعض خطوط سيرها، ولما نصل بعد إلى مستواها.. سآخذكم إلى مضمار الزميل عمران، وهو يصارع قادة الحزب لإرساء مداميك مؤسسة إعلامية مهنية داخل بنية تنظيم أكبر أحزاب اليمن وأكثرها انتشارا وامتلاكا لوسائل إعلام مرئية ومقروءة ومسموعة. على أنني وخلال هذه التناولة السريعة سأعترف بعظيم ما قدمته قيادة الإصلاح ومرونتها وتعاطيها مع كل مشروع أو خطة أو تصور أو رؤية يتقدم بها الزميل عمران وفريقه، وما أكثر ما كان يتقدم به، دونما يأس ولا كلل ولا ملل.. هو يعرف جيدا أنه مالم تكن "المهنية" قناعة راسخة لدى صناع الإعلام الحزبي ودهاقنة السياسة، فإنها ستظل مجرد ادعاءات خارج أسوار الحزب أو التنظيم. وما كان لينجز موافقة قيادة إصلاح "العاصمة"، حتى يبدأ بصياغة وإعداد مشروع جديد، يرفد به المشروع السابق ويطور به الفكرة. على أن د. محمد العديل وهو رئيس دائرة الإعلام بأمانة العاصمة، هو أكثر من تحمل عبء رعاية هذه النواة الإعلامية "البكر" وسقيها، والدخول في كل منعطف معها في معترك شديد الوعورة. فهو من جهة يصارع لتخفيف اندفاع الإعلامي الشاب وفريقه المثابر، ومن جهة أخرى يصارع لكي يقنع قيادة المكتب بما استقر لديه من قناعة.. وقد كتب له النجاح في الأخير. أكتب هذا وأستاذنا العديل مختطف مع خمسة من زملائه في سجون الحوثي، بعد شهرين من اختطاف زملائنا الذين يعملون في مختلف وسائل الإعلام المحلية، عمران وتوفيق المنصوري وحسن عناب وعصام بلغيث وأكرم الوليدي وهيثم الشهاب وهشام اليوسفي وهشام طرموم وحارث حميد. ولحق بهم جميعا في 28 أغسطس، الزميل صلاح القاعدي من قناة سهيل، وما يزال مثل هذا العدد في قائمة سوداء أشهرها الحوثي في وجه الإعلام، يتقدمها اسم كاتب السطور. يفترض بمقالة كهذه أن تزيد من غلواء الحوثيين وزبانية المخلوع صالح، لاعتقادهم منذ البدء أن غريما غير تقليدي، قد وقع في أيديهم!! أو هكذا تنظر المليشيات إلى كل حملة الأقلام. ولقد وصلنا الكثير عبر المنظمات والتقارير الدولية ما تصنع بهم داخل السجون، وأثر التعذيب ما يزال واضحا فيهم حسب تقارير حديثة. قبل أن يقع عمران في قبضة مليشيا الحوثي، كنا وزملاء كثر نبحث عن فنادق، عن كهرباء، وانترنت، ونبحث عن أمن. شَعَرَ "عمران" ذات فجر كئيب بأن الحوثيين يطوقون فندق "بحر الأحلام" بشارع الستين الشمالي، فكتبها لي "رسالة نصية"، أجبت على رسالته، لكنه فاجأني برسالة أخرى: "يبحثون عن"، وكأنما كتب الرسالة قبل ذلك وجهزها للإرسال متوقعا قدومهم. ثم انقطع عن الإرسال، ولا أحد يعلم ما هي الرسائل التي كان قد جهزها لإرسالها إلى قبل أن يقع هو وعدد من زملائه الذين كانوا يبحثون مثلنا عن كهرباء وأنترنت، وأمن... في قبضة المسلحين. آ