ضرر الحوثي يمتد إلى العالم.. وموجة سعرية مرتقبة بعد توقف النفط السعودي؟!

إقتصاد - Thursday 26 July 2018 الساعة 10:59 am
عدن، نيوزيمن:

حذر خبراء الطاقة من موجة سعرية جديدة تجتاح العالم بعد إعلان توقف صادرات النفط السعودي، بداية من أسعار النفط والنقل والصناعات المرتبطة بالطاقة.

وأعلنت المملكة العربية السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، أمس الأربعاء، توقيف كل شحنات الخام التي تمر في مضيق باب المندب، بعد أن تعرضت ناقلتان نفطيتان سعوديتان، في وقت سابق، للهجوم من جانب جماعة الحوثي المدعومة من إيران.

وجاء إعلان السعودية بتوقيف كل شحنات النفط الخام التي تمر في مضيق باب المندب، بعد ساعات من إعلان التحالف العربي أن الحوثيين هاجموا ناقلة نفط سعودية في البحر الأحمر بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، ليل الأربعاء، في بيان "المملكة ستعلق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكل فوري ومؤقت".

وأكد خبراء الطاقة، أن توقف إمدادات النفط الخام السعودي أكبر مصدر للنفط في العالم، سينعكس سلباً على أسواق النفط ونمو الاقتصاد العالمي، وستدفع أسعار النفط إلى الارتفاع.

وتعد المملكة العربية السعودية، أكبر منتج ومصدر للنفط في العالم، إذ تنتج نحو 11 مليون برميل نفط يومياً.

ويمر في مضيق باب المندب ما يربو على 4.7 ملايين برميل نفط خام، يومياً، يمثل نحو 5.4% من إجمالي إنتاج العالم من الذهب الأسود، وفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ولم يؤمن العالم بقراءات سابقة، حذرت من مخاطر هجمات الحوثيين، المتكررة على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب على زعزعة أمن ممرات التجارة الدولية والإضرار بمصالح العالم الاقتصادية والأمنية.

وتعد أكبر اقتصاديات العالم المستهلكة الرئيسية للنفط مثل الولايات المتحدة والهند والصين الأكثر تضرراً من توقيف شاحنات النفط الخام السعودي.

وكانت أسعار النفط قد شهدت ارتفاعاً خلال الأشهر الماضية في ظل العقوبات الأميركية على إيران وفنزويلا، إذ سجلت أسعار النفط، أمس الأربعاء، 74 دولاراً للبرميل.

وباتت خطوط الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب مهددة أكثر من أي وقت مضى مع تطور قدرات الحوثيين البحرية وتنامي هجماتهم المتكررة على السفن.

وتمكنت مليشيا الحوثي، من خلال سيطرتها على ميناء الحديدة، من الحوز على أنواع متعددة من الأسلحة، بينها زوارق موجهة تحرك عن بُعد، وصواريخ بر ــ بحر، من بينها منظومة تسميها مندب1 إضافة إلى الألغام البحرية، وطائرات بدون طيار المحملة بالمتفجرات.

وأكد اقتصاديون، أن هجمات الحوثيين تؤجج الصراع وتنقله إلى المستوى الدولي، وتضاعف تكاليف أسعار البضائع والطاقة العالمية، وتضُر بمصالح العالم.

وقد شن الحوثيون عشرات الهجمات على سفن مدنية وتجارية في مضيق باب المندب أو على مقربة منذ نهاية عام 2015.

وجدد استهداف الحوثيين للبوارج الحربية والسفن التجارية، المخاوف من توقف حركة الملاحة في مضيق باب المندب الذي يتوسط الممرات البحرية العالمية، إذ يمر من خلاله حوالي 458 مليون طن سنوياً من النفط إلى أوروبا.

ويشير المهتمون إلى أن تصعيد جماعة الحوثي هجماتِها على السفن المدنية والتجارية يضر بالمصالح الاقتصادية والممرات التجارة الدولية، الأمر الذي يدعو العالم إلى الدفاع عن مصالحه، وإيقاف هذه الممارسات العبثية التي تقوم بها ميليشيا الحوثي.

ووفقاً للإحصائيات الدولية، فإن 25 ألف قطعة بحرية سنوياً وبمعدل 70 قطعة يومياً تطلب العبور من باب المندب متجهة إلى مختلف دول العالم.

وتكمن أهمية مضيق باب المندب في أنه أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها احتضاناً للسفن، حيث يربط بين البحر الأحمر وخليج عدن وتطلب 25 ألف سفينة كل عام العبور من باب المندب متجهة إلى مختلف دول العالم، وتمثل 7% من الملاحة العالمية، وتزيد أهميته بسبب ارتباطه بقناة السويس وممر مضيق هرمز.

ويؤكد خبراء الاقتصاد، أن أي اضطرابات في أمن منطقة باب المندب والبحر الأحمر والقرن الأفريقي تكون لها تداعيات خطيرة على الأمن العربي والدولي.