شهادات ميدانية مؤلمة من قلب مجزرة مستشفى العرضي ومجمع مقر وزارة الدفاع تروي تفاصيل أبشع جريمة في تاريخ اليمن!

شهادات ميدانية مؤلمة من قلب مجزرة مستشفى العرضي ومجمع مقر وزارة الدفاع تروي تفاصيل أبشع جريمة في تاريخ اليمن!

السياسية - Wednesday 11 December 2013 الساعة 07:04 am

كتب / محمد العبسي كان احد الارهابيين يكبّر وهو يقتل ملائكة الرحمة فقال عندئذطبيب ملتح لزميل له وهما مختبئان في مخزن: هل هذا إسلام؟ متحسساً لحيته بخجل وريبة. آ  وفي صالة الطوارئ الرئيسية لمستشفى العرضي، شاهدتُ بين الخراب فردةً من "شبشب" وحيد شدني الدكتور محمد الكميم من ياقة قميصي قائلاً بحرص "هذا ما جاء به مدير الـGIZالألماني إلى المستشفى". ويضيف الطبيب الذي استطاع "تهريب" ألمانية وسويسرية من المذبحة إنه سأل مدير برنامج الـGTZالألماني لحظة نقله من منزله إلى المستشفى عن سبب ارتدائه لـ"شبشب" فقال له "حتى أكون خفيفاً". آ  في الطابق الثاني قتل حفيد الرئيس عبدربه منصور هادي. ما تزال قطرات الدم واضحة على حواف الدرج. هنا سال دم كثير. وفي هذا الطابق أيضاً كان القتلة أكثر شراسة ووحشية. آ  هذه Krestenكرستن، وهذا Joshueجوشو فلبيني الجنسية. لقد كانا الناجيان الوحيدان من مقتلة غرفة تبديل الملابس والتعقيم التابعة لغرفة العمليات في مستشفى العرضي. تلك الغرفة الصغيرة الضيقة التي قتلت فيها الدكتورة البحم بوحشية مريعة. ثم قتل الدكتور فينزولا. الطبيب الفليبني الذي يعالج اليمنيين منذ 30 عاماً. لقد كان هذا الرجل بمثابة الأب لجميع العاملين في مستشفى العرضي. وعلى بعد متر أو أقل من موضع قتل الدكتور فنزويلا، قتل مختار. أربع طلقات أفرغت في رأسه. كان مختار مختبأ عند باب خزنة ملابس ملاءات وملابس الخاصة بأطباء وممرضي غرفة العمليات. الخزنة لها باب سحّاب. وهي بطول مترين وعرضها أقل من متر. خلف بابها كان مختبئاً أما هما وكيف نجيا فقد طلبت منهما تجسيد المشهد لي واقعيا، وقد صورتهما بنفس وضعيتهما ساعة كان القاتل على بعد متر ونصف منهما وستعرفون القصة في المنشورات التالية. آ  ومن غرفة تبديل الملابس الى غرفة العمليات في الطابق الثاني من المستشفى، كان Joshueجوشو يروي صباح أمس لنا، أنا والصديق مصطفى المنصور، كيف ان الارهابي قتل طبيباً هنا ومريضاً يمنياً كانت عمليته قد بدأت للتوا، غير إن المريض كان في وعيه كونه خضع لتخدير نصفي. آ  كان جوشو يروي بحماسة ويلهث بينما يقوم الدكتور هشام مدير المستشفى مشكورا بالترجمة. لقد قتلوا رجلاً مريضاً فوق سرير غرفة العمليات ومخدّر نصفياً بدم بارد! (تنويه: كل المعلومات التي نشرتها بالأمس لا علاقة لها من قريب ولا بعيد بالدكتور هشام مدير المستشفى وقد جمعتها من مصادر متنوعة وهي بالأساس معلومات أمنية استخباراتية، وأعجب من وقاحة وانحطاط المواقع الاخبارية التي تناقلت المقال ناسبة المعلومات اليه مع اني لم انسب اليه غير سطر واحد: "انه لم يكن في المستشفى لحظة وقوع الجريمة وانما في منزل الرئيس وانه جاء وبقي في مبنى البوابة المؤقتة) فقط لا غير مثل الفقرة التالية على لسان جنود البوابة الشرقية. ولكن ما العمل في ظل لوثة الإعلام اليمني ورداءة العاملين فيه! هنالك مواقع اخبارية زبالة لا علاقة لها بالصحافة قط وانما هي مجموعة من قليلي الادب والخلق يحتاجون اعادة تاهيل). آ  وحدهم عمال البناء والديكور المساكين كانوا محظوظين. اختبئوا في بدروم تحت صبة السلّم وكان عددهم 21 عاملاً. قال لي المشرف عليهم بتعجب وامتنان لو نظر الارهابي إلى الأسفل لرأنا. لقد كانوا محظوظين جميعاً ما عدا الشاب غالب العديني الذي ما يزال دمه ندياً على البلاط. آ  وإذن من قلب مذبحة مستشفى العرضي، ومن أماكن معتمة لم تصل إليها بعد عدسات التصوير والكاميرا، كنت محظوظاً، أو ربما منكوداً، بالوصول إليها.. ترقبوا في الايام القادمة عدة تقارير وقصصاً صحفية عن ضحايا وشهداء مذبحة مستشفى العرضي ومقر ومجمع وزارة الدفاع. نوع آخر من التغطية. كتابة عن اللحظات العصيبة ومشاعر من عاشوها أو فقدوا أحبة لهم وأهلا. إنها رواية اخرى للجريمة من زاوية انسانية. وتوثيق بصري بجميع الأماكن التي سقط فيها الضحايا على واحد واحد. شيء مريع. انني واثق تماما أن المجتمع اليمني لم يطلع بعد على هول الجريمة. آ  وذلك فقط في مدونتي على GOOGLEفانا لا اكتب لأي موقع وصحيفة. خاصة مع قيام بعض المواقع الاخبارية غير المهنية بنقل مقالتي المنشور أمس بطريقة كم تشعرني بالخجل من وجود كل هذه الزبالة في الوسط الصحفي اليمني. آ  ان الرأي العام الذي ينشغل بالبدلة التي ارتدها الرئيس عبدربه منصور هادي كأنما يفعل ذلك بلؤم، أو سذاجة، حتى يصرف الناس عن الانشغال بحقيقة أن الرئيس ذاته، المشغولين ببدلته، كان هدفاً لعملية اغتيال دنيئة على مستوى عال من التخطيط والتنفيذ وقذارة الهدف.. كانت لتفتح لو نجحت أبواب الجحيم على مصراعيها في البلد، هو رأي عام رديء. آ  والإعلام الذي يحول الضحايا والشهداء إلى مجرد رقم، دون سرد قصة حياة كل واحد منهم وكيف قتل، بم فكر وماذا قال ومن خلف وراءه، وأمور مشابهة، إعلام رديء ايضا. آ  والمجتمع الذي ينشغل بإلقاء الاتهامات كل فصيل على الآخر، من دون الانشغال بنوعية الفكر الشيطاني الذي يحرض ويشحن معتنقيه بهذه الكمية الهائلة من العنف وكيفية محاربته دولة ومجتمعا، هو مجتمع رديء بالضرورة. آ  ينشغلون بعدد المهاجمين 20 او12 وليس بطريقة قتل الدكتورة الثلايا او مكالمة زوجة القاضي النعمان المؤثرة مع أولادها "العسكر يقتلونا". آ  وبدلاً من أن يفرع اليمنيون إلى مواساة وجبر قلوب أسر الشهداء، وكل ضحاياه الفلبينيين والألمان واليمنيين، حولوا دماءهم إلى نقاط خسارة وربح ينال بها كل طرف نقطة على خصمه. هذا يتهم الحوثي، وهذا يقول صالح، وذلك يقول عبد ربه يريد التمديد. غير إن أحداً منهم لم يقل كلمة عزاء صادقة. آ  أحد منهم لم يقل تعالوا نرسم صورهم في شوارعنا وننصب إكليل زهور. ربما قد يفعلها الرائع Murad Subayيوماً. آ  أحد منهم لا يعرف أن تكاليف الدفن في الفلبين تصل إلى ثلاثة آلاف دولار، ومن المحتمل أن يرفض السيد صخر الوجيه ومحمد سالم باسندوة صرفها على نفقة الدولة، وكأننا نقول لأسر الضحايا: لقد أعادنا لكم أبناءكم الذين جاؤا لخدمة اليمن في جثامين وعليكم انتم تكاليف نقلهم ودفنهم! ياللعار. آ  أحد منهم لم يقل تعالوا نرسل مليون رسالة حب، ولو بالايميل، الى الشعبين الالماني والفلبيني، وان نقدم لهم اعتذارنا كيمنيين عن جريمة قام بها من لا يمثلوننا. آ  تعالوا ننشئ صفحة أو موقعاً. تعالوا نطالب بمنح الدكتور فنزويلا وزوجته جنسية يمنية وسكنا وراتباً كريما. هذا الرجل الذي درب 4000 آلاف جراح، وعمل في اليمن 30 سنة براتب 2000 دولار ارتفعت الى الضعف قبل سنتين فقط. وما هي 2000 دولار؟ إنها طرفة صعلوك أو أبن شيخ جاهل! آ  تعالوا نقيم لهم تشيعاً لا تنسه الأجيال ونحث الرئيس والحكومة على استقبال أسرهم رسمياً (نجلي الطبيب فنزويلا يصلان اليمن بعد غد مثلا). آ  تعالوا نجمع تعويضات لأسر الشهداء. لا يعقل تسريحهم الى أوطانهم براتب شهر. عيب آ  تعالوا نتبرع بسيارة للدكتور أحمد الكميم الذي نجا بأعجوبة. تعالوا نتظاهر عند الخارجية لنجبرها على ارسال وفد رفيع المستوى الى منزل الألماني كير ومدير الجي تي زد لتقديم واجب العزاء،، أقلها.. ثم انهم تظاهروا من أجل قتلة ومخبرين ومن، وما، لا يسوى! آ  تعالوا نتفقد وضع اسرة الجندي الشاب غمدان الصوفي. صعد الى مبنى البوابة الشرقية لأخذ بندقه دون أن يحذره أحد، فأردوه قتيلاً على الفور. آ  تعالوا ننصف الشهيد البطل العميد علي يحي الآنسي الذي استشهد هو ونجله سامي واستطاع بمسدسه الكلوك أن يصيب ثلاثة من المهاجمين، وأن يعرقل، ويؤخر السيارة المهاجمة، وعندما هرع لاخذ آليه من سيارته اخذه الانفجار إلى مكان آخر. إلى الملكوت الأعلى. تعالوا تعالوا تعالوا نعمل اي شيء صح. لا أصدق ان روح المبادرة الايجابية منعدمة لدى الشعب اليمني. على الاقل لدى جموع اليمنيين البعيدين عن السياسة واستقطابتها ولوثة التعصب.