أزمة الغاز المنزلي تتفاقم في صنعاء.. وسكان: مهام تجسسية لعقال الحارات

متفرقات - Tuesday 04 December 2018 الساعة 07:06 am
صنعاء، نيوزيمن، نجوى إسماعيل:

بلغ التلاعب بمادة الغاز المنزلي ذروته، في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي، بما فيها العاصمة صنعاء، حد صار الحصول على أسطوانة غاز هماً كبيراً يؤرق كاهل المواطن.

ومقابل انعدام مادة الغاز في السوق الرسمية، تتوافر بكميات كبيرة في السوق السوداء، ولكن بأسعار مرتفعة تفوق قدرة المواطن الشرائية خاصة مع الوضع المعيشي المأساوي لغالبية الأسر في مناطق الحوثي.

ويتساءل المواطنون في صنعاء، عن أسباب إلغاء الميليشيا لمراكز التوزيع الرسمية وكذا لمحطات الغاز والتي كانت تعبئ الأسطوانة 20 لتراً كاملة بسعر 4000 ريال، وكان الغاز متوافراً على مدار الساعة؟

في هذا السياق يقول محمد العقيلي، وهو من سكان صنعاء، لـ"نيوزيمن": "شكل الجماعة (الحوثيين) ما أعجبهم إننا كنا مفتهنين (مرتاحين) بتوفر الغاز ووجود اسطوانات آمنة ولا تعرضنا للخطر.. اليوم نظل أسابيع نراعي (ننتظر) لدبة الغاز، ولما توصل لنا توصل ناقصة 13 أو 12 لتر فيها ومرات عشرة لتر وتكون خطرة جدا لأن الأسطوانات المعروضة تالفة".

وافتعل الحوثيون أزمة غاز خانقة في صنعاء، تمهيداً لإلقاء المسؤولية على كاهل أصحاب محطات التعبئة وإغلاقها، مقابل احتكار تسويق الغاز وبيعه لصالح قيادات نافذة من الجماعة الحوثية، تعتمد بدورها على عقال الحارات.


وبدأ الحوثيون الخطة باحتجاز مقطورات الغاز على مداخل صنعاء وبقية المدن الرئيسة في مناطق سيطرة الميليشيا، متسببة بأزمة غير مسبوقة في مادة الغاز المنزلي.

وتقول أم أحمد، تعليقاً على انعدام الغاز: "كل عائلة في الأحياء القديمة من صنعاء فيها خمس أو أربع أسر.. الأب والأم.. وأولادنا كل واحد منهم مزوج ولديه أطفال، وهذه الخمس الأسر تحصل على دبة واحدة فقط وينقطع الغاز لمدة تصل إلى شهرين".

وتتابع: "عقال الحارات يوزعوا حسب مزاجهم وأهوائهم بلا رقيب ولا حسيب، وندفع قيمة الغاز 3000 على دبة خاربة (اسطوانة تالفة)، وللعقال ثلاثمائة ريال أتعابهم الشخصية عن كل دبة.

وقد حول عديد من عقال الحارات في صنعاء، عملية بيع الغاز للمواطنين داخل الأحياء إلى تجارة مربحة، بحيث يوزع العاقل نصف كمية الأسطوانات المخصصة لحارته في حين يحول الكمية المتبقية إلى السوق السوداء وأصحاب باصات النقل مقابل تسعة آلاف ريال عن كل أسطوانة.

عملية أمنية

وتشترط ميليشيا الحوثي عبر عقال الحارات في صنعاء، جمع بيانات الأسر داخل كل حي تحت ذريعة إجراءات للحصول على أسطوانات الغاز، بحيث لا يتم منح أي أسرة أسطوانة غاز إلا بعد تسليم صور من وثائق الهوية الشخصية لعاقل الحي.

وتقول أم أيمن، معلقة على هذه الجزئية: "نستغرب من إجراءات يقوم بها العقال يأتون إلى الأسر ويقومون بعد أفراد الأسرة والسؤال عن حالتهم الاجتماعية، وعن مصادر دخلنا وما هي ممتلكاتنا، وكم يوجد ذكور لدينا وكم العازبين والمتزوجين.. هذه الأسئلة تشبه عملية مسح شاملة وليست لأجل تسليم أسطوانة غاز لا تصل إلا كل شهرين".