أستاذ "جمهوري" ينعي طالبه المتحوث

متفرقات - Monday 10 December 2018 الساعة 10:20 am
عدن، نيوزيمن:

مهدي المزلم.. القيادي المتحوث.. 

أتذكر أنه كان ضمن طلابي الذين درستُهم مادتي: الانجليزي والاجتماعيات في العام ١٩٩٣م. كان سنتذاك في الصف الثاني الإعدادي، طالباً مخلصاً لمشاغباته، متقبلاً بروح رياضية للعقاب بالعصا التي كانت من ثقافة تلك المرحلة.

دار الزمان ودار.. ترك الدراسة والتحق بالجندية في أحد ألوية الفرقة الأولى مدرع بصعدة. وواصل مسيرته بالطريقة التي يراها مناسبة. اكتسب خبرة جديدة في مجال الجندية أضافت له رصيداً في لعب بعض الأدوار على مستوى عزلته الصغيرة؛ لاسيما وفيه طموح اجتماعي جامح. جزء من هذا الدور كان في الاتجاه المعاكس لأبناء قريته وعزلته وأغلبهم أسرة واحدة، فيهم المثقف والأمي ورجل الدين والرعوي والطالب...الخ كأي مجتمع.

أتذكر آخر لقاء لي به حين زارني إلى منزلي في العام ٢٠٠٢م. في مقيل جميل، لمست من خلال حديثه وكلامه بقية باقية من احترام التلميذ لأستاذه.

مع موجة التحوث تحوث، وتعين مشرف المديرية. وبالطبع لا علاقة له بفكر الحوثي ولا ثقافته ولا مشروعه، فهو من مجتمع ذي أغلبية إصلاحية وبعض أجداده بخلفية صوفية.. فقط كان لديه فائض في الشجاعة وفائض في النشاط أهّلاه لذلك.

لبس زي الشرطة بدلاً عن زي الحرس. فقال الناس: دعوه، ففيه من الشهامة وأخلاقيات القبيلي ما فيه. وبالنهاية ليس كل متحوث حوثي..

يُقال: إنه انخرط في دورة تدريبية خاصة مع الحوثيين فعاد حوثياً متعصباً، معتقداً أفكارهم، حسبما أخبرني أحد أقاربه قبل شهرين تقريباً حين سألته عنه.

أصيب في آخر أيام معارك مدينة الحديدة، وظل ينزف أياماً بجروح مفتوحة دون إسعافه من قبل قيادته، كونه ليس من "القناديل" حتى لفظ آخر أنفاسه.

أمس تم دفن أشلائه الممزقة في منطقة ما بين الحديدة وريمة.

هذه قصة مهدي.. وفي الوطن مهديون كثر..