مأساة أسرة تعاني وضعاً مادياً صعباً في المخا

متفرقات - Tuesday 09 April 2019 الساعة 08:50 am
المخا، نيوزيمن، زينات ناجي زائد:

عند ذلك المكان المسمى بالجعدي بالمخا، يربض منزل متواضع للغاية مكون من غرفة واحدة بنيت من بقايا ألواح خشبية وكراتين سُدت بها الفجوات لمنع تسلل الرياح، فيما وضعت على السطح قطعة بلاستيكية، علها تقيهم أشعة الشمس الحارقة أو قطرات المطر التي سيحين موعد سقوطها عما قريب.

تتقاسم العائلة المكونة من خمسة أفراد حياة البؤس داخل ذلك المنزل، حيث تعيش وضعاً مادياً صعباً.. فقد ضرب الفقر جذوره بشكل مبكر في حياة تلك الأسرة، ولم تستطع الفكاك منه سوى بأعمال بسيطة، يبقيها على قيد الحياة.

تتكون الأسرة من الزوج والزوجة وفتاتين، فضلاً عن طفل في الثالثة عشر من عمره، وقد تحمل عناء تدبير مصاريف أسرته اليومية، فهو يذهب إلى المدرسة صباحاً كطالب في الصف الخامس الابتدائي، ثم يعود ظهراً إلى شوارع المدينة باحثاً عما يسد به رمق أسرته الجائعة.

يتنقل بين شوارع المدينة وحاراتها ومقاصفها ومطاعمها الشعبية باحثاً عن عمل، وطالباً ممن يصادفهم مساعدته وإعانته في مهمته المرهقة.

إنها مهمة شاقة لفتى لم يبلغ الحلم، لكنها الأقدار من جعلته يرث تلك المهمة الثقيلة منذ ثلاث سنوات عندما أصيب والده بالعمى فعجز عن أداء دوره كرب الأسرة ليوكل ذلك إلى طفله.

توجهنا بالسؤال إلى الحاج علي حسن سالم (60 عاماً)، لماذا لا تعمل عوضاً عن ابنك؟ دمعت عيناه.. كان جوابه حزيناً وأحدث غصة في الحلق: "أنا أعمى ولا أستطيع العمل، كما أنني لا أمتلك المال لإجراء العملية الجراحية اللازمة لاستعادة بصري، وإذا توقف ولدي عن العمل من سيقوم بتدبير مصاريفنا الشهرية.. فهل نموت جوعاً؟".

لدى الطفل رغبة جامحة في مواصلة تعليمه، لكن الوضع المادي الصعب لأسرته قد لا يتيح له ذلك مستقبلاً، لذا سيستمر في المواءمة بين الدراسة وإعالة أسرته إلى أن يجد طريقاً للخلاص من مأساته.

أما شقيقته التي تكبره في العمر فقد حُرمت من التعليم نظراً للوضع المادي الصعب الذي تعاني منه أسرتها، على غير شقيقتها التي أكملت ذلك.

تقول والدتهما زهره غنام "اضطررت إلى توقيفها عن التعليم نظراً لما يقتضيه ذلك من متطلبات يصعب تلبيتها."

تضيف، بحسرة، كانت شروط وكيلة المدرسة المتعلقة بشراء زي مدرسي وحقيبة ودفاتر وأقلام مجحفة، فنحن لا نملك المال الذي يتيح لنا شراء ذلك. وفي لحظة غضب قررت إبقاءها هنا، ومشاركتي الأعمال اليومية.