منعت علاجها في المستشفيات الخاصة.. مليشيا الحوثي واستثمار وباء الكوليرا سياسياً ومادياً

متفرقات - Wednesday 10 April 2019 الساعة 10:10 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تعيش العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسلطة المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، حالة من الوباء والأمراض الفتاكة، حيث انتشر وباء الكوليرا بشكل غير مسبوق، وبات يحصد العشرات من المواطنين يومياً، في ظل وضع صحي متردٍ، ومؤسسات صحية غير قادرة على أداء أبسط مهامها بفعل سياسات المليشيا الحوثية التي دمرت هذا القطاع وحولته إلى إحدى وسائل ممارسة الفساد والنهب.

وقالت مصادرطبية في العاصمة صنعاء لنيوزيمن، إن مليشيات الحوثي، وعبر وزارة الصحة التي تسيطر عليها، أسهمت بشكل كبير في تفشي وباء الكوليرا من خلال إصدارها قراراً يحصر استقبال ومعالجة الحالات المصابة بمرض الكوليرا في مرفق غير حكومي من التي حددتها الوزارة مسبقاً.

ومنع وزير الصحة والقيادي في المليشيا الحوثية، طه المتوكل، المستشفيات الخاصة من استقبال وعلاج حالات الكوليرا، وأرغمتهم على إحالة أي حالات مصابة بالوباء إلى المراكز الصحية الحكومية التي حددتها الوزارة مسبقاً.

وتؤكد المصادر الطبية لنيوزيمن، أن المراكز الصحية التي خصصت لمعالجة المصابين بالكوليرا غير قادرة على استقبال والتعامل مع الحالات المشتبهة والمصابة بالكوليرا في ظل تفشي الوباء، مشيرة إلى أن هذه المراكز تنعدم فيها أبسط المقومات الصحية للتعامل مع وباء مثل الكوليرا.

وسبق أن كشف نيوزيمن، في وقت سابق، عن توقيف مليشيات الحوثي لمحطة معالجة الصرف الصحي في منطقة بني الحارث، وهو الأمر الذي اضطر المزارعين لري الخضار بالمياه الملوثة في صنعاء، وهو أحد الأسباب التي أدت إلى زيادة تفشي المرض بشكل غير مسبوق.

المصادر الطبية التي تحدثت إلى نيوزيمن، أكدت أن المليشيا الحوثية تعمل على استثمار انتشار الوباء سياسياً ومادياً، من خلال استغلال الكوليرا وتفشي الأوبئة في الجانب الإنساني، والضغط على الأمم المتحدة وعلى المجتمع الدولي لتحقيق مصالح سياسية خاصة بها. وفي الجانب الآخر فإنها تستثمر موضوع انتشار الكوليرا في الضغط على المنظمات الدولية للحصول على مزيد من المساعدات التي تقوم بنهبها.

وقالت المصادر الطبية التي تعمل في وزارة الصحة، إن مليشيا الحوثي التي تسيطر على الوزارة استخدمت صلاحياتها في الحصول على أموال كبيرة من المنظمات الدولية بحجة مواجهة وباء الكوليرا ولم تسلم منها للمستشفيات والمراكز الصحية أي شيء.

مشيرة إلى أن كثيراً من العلاجات والمستلزمات الطبية تم بيعها من قبل مسئولين حوثيين على مستشفيات خاصة.

وفي ظل عملية الإفقار الممنهجة وسرقة المليشيات لمرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لسيطرتها يواجه المواطنون مشكلة كبيرة في القدرة على توفير متطلبات مواجهة الوباء، حيث تتراوح الفحوصات الخاصة بمعرفة ما إذا كان المواطن مصاباً بمرض الكوليرا ما بين 5 آلاف إلى 13 ألف ريال في بعض المختبرات والمستشفيات.

وتشير الإحصاءات الرسمية الصادرة عن مكتب الصحة في العاصمة صنعاء، والتي يتم تداولها بشكل سري، إلى أن حالات الاشتباه والإصابة بالكوليرا والتي تصل إلى المراكز الصحية والمستشفيات بالمئات يومياً في ظل استمرار وزارة الصحة المسيطر عليها من قبل المليشيا الحوثية في التعامل مع الوباء بشكل انتهازي وتحميل المنظمات الدولية ودول التحالف المسؤولية.

الجدير بالإشارة أن وكالة الاشيوتيد برس الأمريكية نشرت تقريراً تضمن تأكيداً عن إعاقة مليشيا الحوثي دخول أدوية وعلاجات خاصة بمرض الكوليرا، واشترطت للسماح بدخولها الحصول على سيارات إسعاف من المنظمات الدولية وهو أحد أوجه الاستثمار والابتزاز الذي تمارسه مليشيات الحوثي فيما يخص الأمراض والأوبئة المنتشرة في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها.