أوهام الهجرة إلى أوروبا توقع عشرات اليمنيين في مصيدة النصابين

متفرقات - Thursday 11 April 2019 الساعة 09:42 am
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

بعد أن هجّرت جماعة الحوثي المسيطرة على العاصمة صنعاء وأجزاء واسعة من البلاد، الآلاف من اليمنيين، وانتشار الفقر والبطالة والجوع والأمراض والأوبئة، اضطر الكثير من اليمنيين للهجرة والبحث عن منفذ يوصلهم إلى أوروبا، وعلى هذا بدأ كل واحد من هؤلاء إيجاد مخرج أو طريق مناسب ينقلهم إلى بلد آخر.

بعضهم اختار تركيا، ومن ثم قبرص واليونان، والبعض اختار طريق البحر من ليبيا، وآخرون حاولوا الوصول إلى دولة المغرب عبر طريق طويل يبدأ من موريتانيا والجزائر ثم المغرب.

لكن هذه المرة نحن أمام قصة مختلفة قليلاً، فقد تم إيهام الضحايا أنه سيتم أخذهم من القاهرة إلى شواطئ البحر المتوسط، ومن ثم سينطلقون إلى أوروبا بصورة طبيعية.

مصر مأوى آمن... ولكن!

ولأن مصر من أكبر وأكثر الدول العربية التي يشد اليمنيون إليها الرحال منذ عقود، لاعتبارات عدة، ففيها يتعرضون لبعض حالات النصب والاحتيال، برغم التحذيرات ودور الأمن المصري في محاولة الحد من تلك الظاهرة.

بالأمس تم تداول تحذير أطلقته "مبادرة اليمن السعيد" في القاهرة ممثلة بالأستاذ جمال الشلالي، يفيد التصريح بأن 30 يمنياً من بين 80 فرداً تعرضوا لعملية نصب كبيرة بعضهم من جنسيات إفريقية. والسؤال هنا لماذا يقع اليمنيون صحايا عمليات احتيال ونصب كهذه وبسهولة.

يقول محمد عبدالله: "اليمني بطبعه يستسهل الأمور، ولا يأخذ بالنصائح إلا بعد وقوع الفأس على الرأس.. وأنا مجرب ذلك، وخاصة هنا".

وعن سؤاله حول ما جرى قال: "وقوع 30 يمنياً دفعة واحدة والله إنها مصيبة، على الأقل كانوا سيسألون إلى أين هم ذاهبون".

الجلاد أصبح ضحية

سودانيون وأفارقة هم السماسرة الرئيسون الذين استدرجوا كل هذا العدد، ووقعوا ضحية ضمن الضحايا فيما بعد.

كيف بدأت القصة وكيف انتهت؟

80 مواطناً من أكثر من جنسية، أخبروهم أن السفر سيكون على متن باخرة سياحية، ليجدوا أنفسهم في الصحراء، لا ماء ولا أكل ولا اتصالات.

تنبه بعضهم في أحد الباصات واستطاعوا إجبار السائق على التوجه إلى أقرب قسم شرطة، وهناك بدأت التفاصيل المثيرة، ليتم بعدها القبض على مجموعة من العصابة وإدخالهم السجن والبحث جارٍ عن البقية.

وقد كان للحصول على موبايل أحد أفراد العصابة دور كبير في كشف جميع أفراد العصابة.

المبلغ الذي وصل أيدي العصابة تجاوز الستين ألف دولار، والآن يتم التحقيق من أجل استعادته.

"ع. ع. ع. غ" وكذلك "أ. ع. ع. ب" سردا لنا بعض التفاصيل الواردة، حيث قالا، "نحن 8 من أسرة واحدة، والآن ننتظر نتيجة التحقيق".

دور السفارة

السفارة اليمنية في القاهرة مغيبة تماماً، وبعيدة عن المواطن اليمني، وتعتبر من أسوأ سفارات العالم، بحسب المواطنين هنا، لن تجد إلا 1 % يشيد بها، وهو السفير نفسه، حتى مسؤولي الملحقيات والموظفين أنفسهم يشكون من سوء الإدارة، والعشوائية، برغم أنها جهة إيرادية أكثر مما هي جهة خدمية.