"محمد عبده".. ليلهُ عمل وصباحه حُلم

متفرقات - Saturday 11 May 2019 الساعة 11:01 am
عدن، نيوزيمن، محمد علي جسار:

يمتد الليل وتنار الطرق بأضواء الشارع والمحلات وكشافات السيارات، فترى الناس كلاً في عمله، ففي شهر رمضان في عدن يتغير جدول الساعات، في الصباح الشوارع فارغة إلى وقتٍ متأخر من النهار، وفي الليل تراها مزدحمة.. في الأسواق والمحال التجارية والشوارع والطرقات..

وفي هذا الجو المزدحم ليلاً، يمشي الفتى محمد عبده محمد -البالغ من العمر 15 عاماً- حثيثاً إلى طابور السيارات المصطف في جانب أحد الشوارع الرئيسة في الشيخ عثمان، وهو يحمل زين السيارات واللماعات وروائح العربات، يكسو وجهه الإرهاق ويرتمي في عينيه الأمل، وعندما سألناه حول طبيعة عمله قال: "أبيع هذه الزينة والسُكانات والمساحات وروائح السيارات والملمعات، أبيعهم في الشارع للسيارات في الطريق"..

يعود محمد لوصف طبيعة عمله وهو يقول لنيوزيمن، بعد أن استغرق في التفكير قليلاً: "أنا أشتري هذه الزينات من أحد الأشخاص والذي يكون هو قد اشتراها بالجملة من أحد المحلات، فأستفيد في اليوم ما يصل أحياناً إلى الألفين أو الثلاثة آلاف ريال، وعندما أخرج لأبيع في الشارع ولا تُباع الكمية التي لديَّ، آخذها في اليوم الثاني لأبيعها"، هكذا يعيش مجموعة من الفتيان وهكذا يعملون، فيطلبون الرزق في شهر رمضان إلى وقتٍ متأخر بالليل..

محمد عبده محمد، حالة من حالات الإصرار على الحياة والعمل رغم الظروف الصعبة التي يمر بها.. صحيح أن عمره صغير على العمل، لكن ظروف الحياة ومصاعبها هي من تضطره للعمل إلى ساعات طوال كما قال لنا.. فليلهُ عملٌ وصباحهُ حلمٌ بغدٍ أجمل.