المزارعون يشكون ابتزاز ميليشيا الحوثي وسيطرتها على الأسواق

إقتصاد - Tuesday 03 September 2019 الساعة 11:15 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

بات القطاع الزراعي عاجزاً عن دعم العملية الاقتصادية كغيره من القطاعات الاقتصادية التي تتعرض للخسائر والانهيار في ظل ميليشيا تسعى إلى تعطيل الحياة وتحقيق مكاسب مادية على حساب قوت الشعب الذي تتعمد تجويعه وإذلاله ليسهل عليها حكمه واستعباده بمنطقها الكهنوتي القائم على منطق الجهل "السادة والعبيد".

ويشكو المزارعون من الإتاوات المالية التي تمارسها الميليشيا ضدهم، ورفع رسوم البلدية ورسوم الأسواق، وإجبارهم على دفع الإتاوات، والتبرع بجزء من منتجاتهم لمقاتليها في الجبهات، إضافة إلى فرض القيود عليهم من جانب البلدية والسلطات المحلية خلال عرض المنتجات الزراعية في الأسواق.

وقامت ميليشيا الحوثي بقطع الطرق والأسواق الأسبوعية المحلية وتمركزت فيها، وفي ذلك يقول أحد المزارعين بمحافظة حجة لـ"نيوزيمن"، إن ميليشيات الحوثي الإرهابية، تتمركز في السوق المركزي للمنتجات الزراعية بالمحافظة، وأصبح عرض المنتجات الزراعية بجوار ثكنات عسكرية خطراً كبيراً على حياة المزارعين والموطنين.

وأضاف إن المزارعين اضطروا إلى عرض منتجاتهم في أسواق التجزئة الصغيرة في ضواحي المدن، كبديل لتوقف الأسواق المركزية في غالبية المحافظات التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثي، مؤكداً أن الوصول إلى الأسواق الصغيرة في ضواحي المدن تسبب بارتفاع أسعار المستهلك وانخفاض عدد تجار الجملة، بسبب الزيادة في تكاليف النقل.

وأدى نقص الوقود وانعدام الأمن وعدم إمكانية الوصول إلى بعض المحافظات إلى ارتفاع تكاليف النقل وتعطيل التجارة مما زاد من صعوبة الوصول إلى الأسواق أو الإمدادات الزراعية، وفقاً لنتائج تحليل التصنيف المرحلي المتكامل الذي أجرته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وتعرض القطاع الزراعي لتدهور كبير خلال السنوات الأخيرة، وتوقع مسؤول في وزارة الزراعة بصنعاء الخاضعة لسلطة الميليشيا الحوثية، أن تكون مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي قد تراجعت إلى ما دون 5% بعد أن كانت بحدود 12% في العام 2010.

كما كشفت دراسة اقتصادية أعدها خبراء دوليون، أن ألغام ميليشيا الحوثي في سهل تهامة تسببت بانخفاض المساحة المزروعة بنسبة 38 في المائة خلال العام الماضي، وتراجع عائدات المزارعين بنحو 42%عن مستويات ما قبل الحرب التي أشعلتها الميليشيا الحوثية.

وفخخت ميليشيا الحوثي، وكيل إيران في اليمن، سهل تهامة الواقع في الجزء الغربي لليمن، على امتداد الشريط الساحلي للبحر الأحمر من باب المندب الى آخر نقطة حدودية مع المملكة العربية السعودية، وحولته إلى مناطق عسكرية، وهجرت المزارعين، وقتلت الألغام الآلاف من أبناء تهامة.

ويهدد تراجع الإنتاج الزراعي، الذي يعتمد عليه 70 % من السكان، سبل العيش لسكان المناطق الريفية، وبظهور مجاعة بين مزارعي الكفاف، ودرجة أشد عمقاً من انعدام الأمن الغذائي للنساء والأطفال في كل من المناطق الريفية والحضرية.