برميل النفط تجاوز 71 دولاراً مدفوعاً بتداعيات الهجوم على منشآت النفط السعودية

إقتصاد - Tuesday 17 September 2019 الساعة 09:09 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

صعدت أسعار النفط، الاثنين، بنسبة 20 في المائة إلى 71.95 دولاراً للبرميل، وهو أعلى مستوى يسجله في يوم منذ 1991، مدفوعاً بهجوم استهدف منشآت نفطية سعودية، السبت الماضي، خفض الإنتاج 5.7 مليون برميل، نصف إنتاج المملكة، أي خمسة بالمائة من إمدادات النفط العالمية.

سلسلة من الهجمات نفذت على إمدادات النفط في المنطقة، منذ تطبيق واشنطن العقوبات الاقتصادية على إيران في الرابع من مايو الماضي، حيث أصيبت ست ناقلات نفط خلال هجومين منفصلين قرب مضيق هرمز، واتهمت واشنطن والرياض إيران بالتورط في الواقعتين.

كما أعلنت ميليشيا الحوثي، وكيل إيران في اليمن، مسؤولياتها عن الهجمات المتفرقة التي استهدفت منشآت وأنابيب النفط دخل السعودية، وأصاب خط أنابيب النفط السعودي منصف مايو، وهجوم على حقل الشيبة النفطي جنوب شرق السعودية منتصف أغسطس، آخرها الهجوم على منشأتين لمعالجة النفط تابعتين لأرامكو في بقيق وخريص السبت الماضي.

لكن المتحدث باسم التحالف تركي المالكي قال في مؤتمر صحفي في الرياض، الاثنين، إن المؤشرات الأولية تدل على أن الهجوم على منشأتي نفط سعوديتين شُن بأسلحة إيرانية ولم ينطلق من اليمن. وتابع ”ونحن نعمل حالياً على تحديد مكان انطلاق هذه الهجمات الإرهابية“.

الهجمات المنسقة على إمدادات الوقود في المنطقة، دفعت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بشكل متسارع، ما يشكل تهديداً خطيراً على الاقتصاد العالمي، أسواق المنطقة التي تستورد احتياجاتها من الخارج. واتهم وزير الطاقة الأمريكي ريك بيري إيران بالهجوم على الاقتصاد العالمي.

عودة إنتاج النفط السعودي بشكل كامل إلى الوضع الطبيعي قد تستغرق شهوراً، ورجح بنك جولدمان ساكس أن يتسبب توقف تام لنحو 5 ملايين برميل يومياً لمدة تزيد على ثلاثة أشهر في رفع الأسعار إلى ما يزيد على 75 دولاراً للبرميل.

ويرى اقتصاديون، أن الهجمات على المنشآت النفطية السعودية، لها عواقب اقتصادية واسعة النطاق تفوق بكثير الأضرار المادية، وهذا ما يلعبه الإيرانيون، لأنهم يحتاجون إلى أسعار النفط التي تتجاوز 100 دولار للبرميل لإصلاح اقتصادهم.

وتعيش إيران تحت وطأة العقوبات الأمريكية، واعتادت إيران الحظر الاقتصادي لعقود طويلة ولجأت إلى بيع النفط في السوق السوداء لتحقيق الربح، فهي على مدار الحظر تصدّر النفط من خلال الموانئ العراقية.

وبدأ سريان حزمة العقوبات الأمريكية ضد إيران تدريجياً في 4 نوفمبر الماضي، وطبق كاملاً في 4 مايو، بهدف تحجيم النفوذ الإيراني، ووقف برامجه النووية، وحرمان النظام الإيراني، من ربح الأموال التي يستخدمها لزعزعة استقرار الشرق الأوسط على مدار عقود من الزمن، عبر جماعات وطوائف قوضت الأمن والسلم الدولي.

ويرى مراقبون أن طهران ردت على هذه العقوبات بالإضرار بالمصالح العالمية، من خلال أعظم رصيد لديها المتمثل في شبكتها من الوكلاء والميليشيات الإقليمية، ميليشياته الطائفية في لبنان والعراق وسوريا واليمن، وتعتبر إيران هذه العناصر عنصراً حاسماً في سياستها الخارجية لزعزعة الاستقرار في المنطقة، وضرب إمدادات النفط والتجارة العالمية.