دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر(3): علي عبدالعزيز نصر

السياسية - Sunday 22 September 2019 الساعة 10:04 pm
نيوزيمن، كتب/ أ.د عبدالودود مقشر:

يعتبر علي عبدالعزيز نصر، من ضمن القامات النضالية والثقافية في اليمن، فقد اشترك في الحراك السياسي من بدء أمره بالحديدة، وهرب مع زميله عبدالله إبراهيم فقيرة إلى السعودية مع الشيخ أبكر يوسف بيرو، والذي تتلمذ على يديه علي عبدالعزيز نصر، فلما عاد إلى عمله بالتدريس لم يترك العمل السياسي، وعندما قامت حركة 48 الدستورية كان الداعية لها والخطيب باسمها، وفشلت، فسجن بالحديدة، ثم غادر الحديدة قاسماً أن لا يعود إلا وقد سقط النظام الإمامي إلى الأبد، وصل عدن ودرس بها وبأبين، وعمل مع الاتحاد اليمني والجمعية اليمانية الكبرى، ثم أصبح أمين عام الاتحاد، وعمل مع كل الأحزاب، من مؤسسي المؤتمر العمالي ثم الجبهة الوطنية المتحدة، ثم حزب الشورى، ثم اتحاد القوى الشعبية، وحزب الشعب الاشتراكي مع أحمد محمد هاجي، عاد للحديدة بعد سقوط الإمامة للأبد.

> دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر : يوسف الشحاري
> دور ثوار الساحل التهامي في 26 سبتمبر: محمد الأهنومي

أبرز علي عبدالعزيز نصر نضالاً سلمياً عن طريق بث العلم من خلال المدارس التي أقامتها الاتحادات والجمعيات اليمنية، وحرر وشارك في إصدار الجرائد المعارضة للنظام الإمامي، وترك خياله وعقله ويده تعمل ما لا تعمله البندقية والسلاح، ويؤكد الكاتب أن اسم علي عبدالعزيز نصر لا يكاد يغيب عن جريدة من جرائد عدن التي اطلع عليها مقالة أو شعراً أو إعلاناً عن محاضرة أو حلقة نقاشية.

من قصائده التي بشرت بالدستور وبأن الشعب اليمني سيحكم به، في قصيدة "من وحي التتويج" وقد نُشرت بجريدة فتاة الجزيرة، العدد 475، 25 رمضان 1372هـ / 7 يونيو 1953م:
في موكب الدستور يسبق بعضهم
بعضاً إليك وكلهم أكفاء
حتى إذا بلغوا فناءك أيقنوا
عند اللقاء بأنهم أبناء

أكد نصر قصيدة "غـــداً " على انتصار الشعب وهي قصيدة مفعمة بالتحدي للطغاة والأمل وقد نشرت بجريدة اليقظة، السنة السادسة، العدد 259، يوم الخميس 23 ذو القعدة 1374هـ / 14 يوليو 1955م. قال:
سنمضي.. ولكن على أرضنا،
سنمضي.. بأفئدة من حديد،
نهد البروج.. بروج الطغاة
ندك الحصون.. حصون الجباة

وهكذا هي قصائده، تدعو إلى الثورة والحرية والدستور مثلما هو الحال مع قصيدة "العام الهجري" وقصيدة "أنا الغريب" وقصيدة " إلى الذين تعز عليهم أصواتهم"، أما قصيدة "كأس الحياة" التي يرثي بها الشيخ الحكيمي منوهاً بدور جريدته السلام في مقارعة الظلم وإيقاظ الأذهان، أما أجمل قصائده التي استرعت الكاتب، فهي قصيدة "الحائرة" وهي تجسد مآسي الشعب اليمني في الغربة والمهجر القسري، وقد طبع ديوانيه (كفاح شعب) و(أنا الشعب).

وأما مقالاته ومحاضراته، فلا تكاد تخلو جريدة من الجرائد العدنية منها، وهي كثيرة جداً، وإذا أخذ المؤلف جريدة واحدة مدللاً على كثرة مقالاته، فجريدة البعث، مثلاً، نشر بها خلال أربعة أشهر فقط ست مقالات كلها ضد النظام الإمامي والنقد الذاتي للحركة الوطنية، ومنها "الخفافيش في مجتمعنا" و"الضفادغ المعممة" و"رفقاً بنا أيها المأجورون" و"العام الهجري.. والهجرة اليمنية" و"الشباب شرارة.. الشعب طاقة مدخرة" و"لن نصفق.. أو نهلل"، كانت محاضراته تنشر في جرائد، ومنها محاضرته الشهيرة "ماذا نريد لليمن؟"، وقد حددت مطالب المعارضة وبينت الداء والدواء، ووجدت صدى قوياً، ونشرتها جريدة اليقظة في أعداد متفرقة، ومنها (لكي نضمن الحياة السعيدة في ظل حكم ديمقراطي صحيح علينا أن نتذكر دائماً أن من أهدافنا ما يلي:

(الوحدة - التحرر - قيام حكم ديمقراطي يستمد سلطته من الشعب - محاربة المساوئ كالرشوة والاستغلال - محاربة الرجعيين والمضللين -إقامة نظام اقتصادي يضمن الحياة والاستقرار) ونشرت بجريدة اليقظة، العدد 67، يوم الخميس 29 شعبان 1377هـ/ 20 مارس 1958م.

ملخص لترجمة حياته:

علي عبدالعزيز نصر ولد في 1343هـ /1925م.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي بالحديدة، وواصل دراسته الثانوية بصنعاء.

عُين مديراً لمدرسة المنيرة بقضاء الزيدية، ففر مع زميله إبراهيم فقيرة مع أبكر يوسف بيرو إلى السعودية عقب الاعتقالات السياسية في 1362هـ / 1943م، فعاد وعين مدرساً بمدرسة السيفية مدرساً درجة أولى 1364هـ / 1945م.

وفي 1369هـ / 1950م غادر لاجئاً لعدن حيث درس في عدن وأبين، وأشرف على تحرير جرائد حركة المعارضة اليمنية ومنها "الفجر" و"الزمان" و"الشعب"، ونشر شعره ومقالاته بجرائد "فتاة الجزيرة" و"اليقظة" و"القلم العدني" و"الكفاح" والبعث" و"الفضول" و"صوت الجنوب".

شارك في تأسيس الجمعية اليمنية الكبرى والاتحاد اليمني والجبهة الوطنية المتحدة وحزب الشورى واتحاد القوى الشعبية وحزب الشعب الاشتراكي.

تولى بعد الثورة مدير التعليم الثانوي بوزارة التعليم، ثم أصبح عضوًا في مكتب رئيس الجمهورية للقسم السياسي والجنوب اليمني المحتل، ثم مديرًا لمؤسسة القطن في مدينة الحديدة، كما تقلد عدة مناصب أخرى منها رئاسة البلدية، والأمانة العامة لهيئة التعاون الأهلي بمحافظة الحديدة، ثم أصبح رئيسًا لها، وفي نهاية السبعينيات عاد إلى العمل التعليمي فأنشأ مدرسة نموذجية في مدينة الحديدة "مدرسة الفتح" وعمل فيها حتى وفاته بالحديدة في يوم الاثنين 21 /12/1999م.

انتخب نائبًا عن الحديدة في مجلس الشورى 1371هـ/1971م، ثم في مجلس الشعب.

صدر له: ديوان"كفاح شعب" وديوان "أنا الشعب" وكتيب "الإسلام ثورة وتشريع" وديوان "شذرات من أدب المسيرة" وديوان "أحلام المسيرة".