أبيي أحمد رجل العام والعالم 2019: أصغر قادة إفريقيا سناً يحصد "نوبل للسلام"

السياسية - Saturday 12 October 2019 الساعة 02:45 pm
نيوزيمن، (أ.ف.ب، رويترز، إعلام دولي):

أصغر قادة إفريقيا سناً وأحدثهم في الوصول إلى الحكم، مهندس المصالحة الكبيرة بين بلده وإريتريا، يحصد جائزة نوبل للسلام، في إعلان لاقى ارتياحاً وتجاوباً كبيرين عبر قارتي إفريقيا وآسيا بخاصة.

ومنحت جائزة نوبل للسلام للعام 2019، الجمعة 11 اكتوبر/ تشرين الأول، إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، لجهوده في إنهاء عقدين من العداء مع إريتريا.

* "مبادرته الحاسمة"

وعلى الرغم من أن أصغر قادة إفريقيا سنا لا يزال يواجه تحديات ضخمة، إلا أنه أطلق خلال أقل من عامين في السلطة إصلاحات سياسية واقتصادية تبشر بحياة أفضل للكثيرين في إثيوبيا الفقيرة واستعاد العلاقات مع إريتريا التي ظلت في حالة جمود منذ الحرب الحدودية بين 1998 و2000.

وقالت رئيسة لجنة نوبل للسلام النرويجية، بيريت رايس اندرسن إن الجائزة منحت لأبيي تقديرا "لجهوده من أجل التوصل إلى السلام وخدمة التعاون الدولي، وخصوصا لمبادرته الحاسمة التي هدفت إلى تسوية النزاع الحدودي مع إريتريا".

وأضافت إن الجائزة تهدف أيضا إلى "الاعتراف بكل الأطراف الفاعلين الذين يعملون من أجل السلام والمصالحة في إثيوبيا ومنطقتي شرق وشمال شرق إفريقيا".

وأشارت لجنة نوبل أيضا إلى جهود الرئيس الإريتري إيساياس أفورقي.

وقالت إن "السلام لا ينبع من أعمال طرف واحد. عندما مد رئيس الوزراء أبيي يده، قبلها الرئيس أفورقي وساهم في بناء عملية السلام بين البلدين.

وكانت 300 شخصية وشخصية على الأقل مرشحة هذه السنة للجائزة.

* "جائزة إفريقيا، ولإثيوبيا"

وقال أبي أحمد في مكالمة هاتفية مسجلة مع أمين لجنة نوبل نُشرت على الإنترنت ”يغمرني شعور بالامتنان والسعادة... إنها جائزة لأفريقيا، ولإثيوبيا“

وقال دان سميث، رئيس معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، إن قرار لجنة نوبل يهدف فيما يبدو إلى تشجيع عملية السلام، على غرار جائزة عام 1994 التي تقاسمها قادة إسرائيليون وفلسطينيون وجائزة عام 1993 التي مُنحت لجهود المصالحة في جنوب أفريقيا.

وأضاف لرويترز ”إنها حالة من الرغبة في تدخل بناء في عملية السلام... للتعزيز والتشجيع“.

وقالت رايس اندرسن إن "لجنة نوبل النروجية للسلام تأمل أن تعزز جائزة نوبل للسلام موقع رئيس الوزراء أبيي في عمله المهم للسلام والمصالحة"، مؤكدة أنه "اعتراف بجهوده وتشجيع لها في الوقت نفسه"، في تصريح قد يطلق جدلا حول منح الجائزة قبل تحقيق إنجازات فعلية.

وأوضحت لوكالة فرانس برس "ما زال هناك بالتأكيد تحديات يجب التصدي لها ولا يمكننا أن نكون متأكدين تماما بأنها ستكلل بالنجاح".

* إن "شعبي إريتريا وإثيوبيا انتصرا"

وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش رأى في أيلول/سبتمبر 2018 أن "نسمة أمل تهب على القرن الإفريقي". وقد عبر الجمعة عن ارتياحه لمنح الجائزة إلى أبيي أحمد معتبرا أن المصالحة بين إثيوبيا وإريتريا تغذي الآمال في إحلال "استقرار" في المنطقة.

وهنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي في تغريدة على تويتر، أبيي "على جهوده التاريخية لبناء السلام، التي منحت العالم أملا في وقت هناك عدد من القادة أكبر من حاجته".

ولم تدل الحكومة الإريترية بأي تعليق، لكن سفيرها في اليابان استيفانوس افورقي هنأ أبيي. وقال إن "شعبي إريتريا وإثيوبيا انتصرا مرة أخرى على الشر، بالدم والعرق والدموع".

وفي بيان، أشادت السفارة الأميركية في أديس أبابا ب"جهوده الاستثنائية لاستعادة العلاقات مع إريتريا" و"انفتاح المجال السياسي، وتعزيز حرية الصحافة إطلاق سراح السجناء السياسيين وعمله لتغير الاقتصاد الإثيوبي".

وأضافت "لا تزال الولايات المتحدة ملتزمة تماما دعم الشعب الإثيوبي والحكومة في بناء مستقبلهما الديموقراطي والمزدهر".

وفي باريس، قال جان إيف لو دريان وزير الخارجية الفرنسي ان "هذه الجائزة شهادة على التزامه الثابت بالحرية والتعددية في إثيوبيا وبالسلام في القرن الإفريقي".

وأضاف "تدعم فرنسا سياسة الإصلاح لأبي أحمد والتزامه السلام، ما يشكل قوة دفع إيجابية للقارة الإفريقية بأكملها".

* "أبيي.. التحدي الداخلي"

داخليا، عمل أبيي أحمد على قطيعة مع استبداد أسلافه وأفرج عن آلاف السجناء السياسيين وشكل لجنة للمصالحة الوطنية وألغى الحظر الذي كان مفروضا على بعض الأحزاب السياسية.

وتولى أبي، الذي يبلغ من العمر 43 عاما، منصبه في أبريل نيسان 2018 بعد استقالة هايلي مريم ديسالين في أعقاب ثلاث سنوات من الاحتجاجات العنيفة المناهضة للحكومة. وكان الائتلاف الحاكم قد بدأ بالفعل في اتخاذ إجراءات تصالحية، بما في ذلك إطلاق سراح كثير من المعتقلين السياسيين، لكن أبي عجل وتيرة الإصلاحات.

ووعدت حكومته بتحرير الاقتصاد الخاضع لسيطرة الدولة، وألغت الحظر على كثير من الأحزاب السياسية وعزلت أو اعتقلت الكثير من كبار المسؤولين المتهمين بالفساد أو التعذيب أو القتل.

لكن جهوده تصطدم بعقبات إذ يشكك كثيرون بقدرته على تنفيذ وعده تنظم انتخابات "حرة" و"عادلة" و"ديموقراطية" في أيار/مايو 2020 بسبب أعمال العنف بين مختلف العرقيات التي تمزق البلاد وتعقد إجراء أحصاء.

وتحدث أعمال العنف هذه في أغلب الأحيان بسبب خلافات سياسية أو على أراض. وتطالب مجموعات عرقية مثل السيداما بصلاحية إقامة مناطق خاصة بها في دولة فدرالية تتكون حاليا من تسع مناطق تتمتع بشبه حكم ذاتي.

وأدى انعدام الأمن إلى نزوح أكثر من مليوني شخص في أوج الأزمة عام 2018.

وأثار البرنامج الإصلاحي لرئيس الوزراء استياء داخل الحرس القديم للنظام السابق مع أنه انبثق عنه. وقد تعرض لمحاولة اغتيال واحدة على الأقل منذ وصوله إلى السلطة.

واثيوبيا ثاني أكبر بلد في إفريقيا وتضم 110 ملايين نسمة، ما زالت في المرتبة 128 في تصنيف مجلة "ذي ايكونوميست" للدول الديموقراطية في 2018.

* "قلادة وشهادة وشيك"

والجائزة هي قلادة ذهبية وشهادة وشيك بقيمة تسعة ملايين كورون سويدي (حوالى 830 ألف يورو)، ويتم تسليمها في أوسلو في 10 كانون الأول/ديسمبر.

ويوافق العاشر من ديسمبر كانون الأول ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي ألفريد نوبل الذي أوصى بمنح جوائز نوبل عام 1895. (ألفريد نوبل: 1833-1896).

وفي وصية كتبها قبل وفاته، عبر مخترع الديناميت عن رغبته في مكافأة "الذين قدموا للبشرية خلال العام أكبر الخدمات".

وبعد نوبل للسلام الجائزة الوحيدة التي تمنح في أوسلو، سيختتم موسم الجوائز هذه الاثنين بإعلان اسم الفائز في نوبل للاقتصاد.