مشاهد من يوم المولد الحوثي بصنعاء
السياسية - Sunday 10 November 2019 الساعة 04:59 pm
صنعاء، نيوزيمن، فارس جميل:
(1)
انتشرت النقاط المستحدثة في كل شوارع صنعاء، وأحدثت اختناقات مرورية غير مسبوقة، وكانت الشاحنات والقاطرات الكبيرة قد منعت من دخول المدينة منذ مساء الخميس الماضي، ويوم السبت انتشرت السيارات الأمريكية المدرعة بالعشرات.
سائق الدراجة النارية، صاح بإحدى المدرعات، بعد تجاوزها بالطبع:
السيد قال قاطعوا المنتجات الأمريكية، هيا كيف أو النبي من نيويورك؟
مسلح يرتدي زي النجدة، ويضع غطاءً على وجهه، ضمن نقطة مستحدثة في شارع الستين الغربي، أوقف أغلب السيارات غير الملونة باللون الأخضر، بينما سمح لتلك الملونة بالمرور ببساطة ودون تفتيش، أوقف سيارة قديمة لرجل مسن:
- افتح شنطة السيارة يا حج
- شمس عليك يا ولدي، ما غير علبتين زبادي بالكيس جنبي.
- افتح الشنطة، قلنا.
- خيرة الله، نفتحها، لكن غلقها أنت.
- جنب السيارة، وانزل.
- بعد فحص دقيق، قضى الرجل وقتاً طويلاً في محاولة إغلاق شنطة السيارة، وهو يتمتم بكلام غير مفهوم بينه وبين نفسه.
(2)
تم التعميم على كل متنزهات وأماكن المقيل وتناول القات بالأمانة، بضرورة عرض البطاقة الشخصية لكل من يدخلها، وتسجيل بياناته في دفتر خاص، وقف حارس المنتزه أمام أحد الزبائن الدائمين، وطلب بطاقته:
- لو سمحت بطاقتك.
- ليش، خير؟
- أوامر والله، قدك داري.
- ما بش معي بطاقة، عرضت عليهم 10 آلاف يخرجوها وما قدرت.
- ضروري الله يحفظك.
- من أين أخلق لك بطاقة؟ عيب عليك، كل يوم أنا عندك، وحاول الدخول.
منعه الحارس بيديه، وحدث اشتباك، غادر بعده الشاب وهو يلعن الحوثي، والمولد، وصاحب المنتزه.
(3)
تم التعميم من قبل شركة النفط بفتح جميع المحطات بالأمانة، على غير العادة منذ أسابيع.
أوقف رجل سيارته أمام طرمبة المحطة، وأغلقها، وذهب راجلا إلى سوق القات، وأقسم أنه لن يقوم بتعبئتها إلا بعد المولد، (عنادا للسرق) كما قال.
(4)
من الواضح أنه لم ينم تحت سقف منذ شهور على الأقل، شعره مجعد ومعجون في مادة سوداء، ولحيته بألوان لا تشبه لون الشعر، يبدو أنه قد فقد عقله منذ مدة ليست بالقصيرة.
كان يذرع الرصيف ذهاباً وإياباً بقدمين حافيتين، مشعلاً سيجارته يدخن بشراهة عجيبة وأنفاس عميقة، وبين كل نفس وآخر، يردد بصوت مسموع:
"هذا النبي حقنا مش جدكم، الرجال قد مات، اهتموا بالأحياء لا يموتوا جوع، صلوا عليه، صلوا عليه، صلوا عليه".
