تفنيد مزاعم تقرير الحوثيين بشأن حادثة اغتيال الرئيس الحمدي

تقارير - Wednesday 27 November 2019 الساعة 10:29 pm
صنعاء، تيوزيمن، سهيل القادري:

عقدت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، مؤتمراً صحفياً، الثلاثاء، عرضت فيه تقريراً عن حادثة اغتيال الرئيس اليمني الراحل إبراهيم الحمدي في أكتوبر 1977.

وتضمن التقرير عن الحادثة ما اعتُبر أنه وثائق وشهادات خاصة بعملية الاغتيال.

وبحسب مراقب، طلب عدم ذكر اسمه لتواجده في مناطق سيطرة الحوثيين، فإن التقرير كان موجهاً بدرجة رئيسية إلى اتهام الرئيس الشهيد علي عبد الله صالح بعملية الاغتيال، في مسعى، وفقما قال، إلى تشويه تاريخ صالح مع اقتراب ذكرى انتفاضة 2 ديسمبر التي قادها قبل عامين ضد سلطة الانقلاب الحوثي.

وأورد المراقب تفنيداً مفصلاً لأهم ما جاء في تقرير المليشيا الحوثية في مؤتمرها الصحفي عبر دائرة التوجيه المعنوي التابعة لوزارة الدفاع المختطفة في صنعاء، التالي نصه:

ملاحظات بشأن تقرير المؤتمر الصحفي الحوثي الخاص بحادثة اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي:

أولاً: ملاحظات عامة:

1- لا جديد في حجم النفوذ السعودي منذ العهد الإمامي، وما بعده، وخلال سبعينيات القرن الماضي، بما في ذلك أيام الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي، كما أشار المؤتمر الصحفي نفسه.

2- محاولة الحمدي الاستقلال بالقرار اليمني، والاتجاه نحو تحقيق الوحدة اليمنية ودمج الجيش، تحقق عمليا في عهد علي عبدالله صالح، ودون الاصطدام المباشر مع السعودية، وما تبقى من نفوذ سعودي مقتصر على المصالح المشتركة، واللجنة الخاصة بدعم المشائخ التي حاول صالح موازنتها بالتغاضي عن النفوذ البعثي العراقي في اليمن، واستقطابه مجاميع من المشائخ.

3- إبراهيم الحمدي، وأحمد الغشمي، وعلي عبدالله صالح، رؤساء جمهورية، وفي الخندق الجمهوري، وبالضرورة فالحوثيون ليسوا مؤهلين لتناول مواضيع تخص العهد الجمهوري، والتباكي على الحمدي ليس أكثر من محاولة سياسية مفضوحة تستعير دموع التماسيح، لإعادة ترميم علاقتها بالشعب اليمني.

ثانياً: ملاحظات بشأن المؤتمر الصحفي:

1- المؤتمر الصحفي استهداف واضح للرئيس الشهيد علي عبد الله صالح من مساعي الحوثيين إلى تشويه تاريخه، مع اقتراب ذكرى انتفاضة 2 ديسمبر التي قادها صالح ضد سلطة الانقلاب الحوثية.

2- الطبيعي في إطلاع الشعب على الحقائق الدامغة في اغتيال الرئيس الراحل الشهيد إبراهيم الحمدي، البدء من القضاء وليس من الإعلام، وكون ما وصف ب"الوثائق والشهادات" تضم في اتهامها دولا خارجية، ولحساسية الموقف وعدم حيادية القضاء الداخلي في ظل سلطة الانقلاب الحوثي، فإن الالتجاء لمحاكم دولية بالخصوص هو الأجدر بكشف الحقائق.

3- المؤتمر الصحفي اقتصر على الإدلاء بالمعلومات دون فتح المجال لمناقشتها، واقتصر الحضور الإعلامي على قنوات موالية أو داعمة للحوثيين، ما يعزز أن المسألة لا صلة لها بالحمدي أو القضاء المستقل القادر وحده على تقييم القيمة الاستدلالية لما ورد في التقرير من وثائق وشهادات، بقدر ما هي محاولة لتشويه تاريخ صالح.

4- إقحام أمريكا وإسرائيل في حيثيات المؤتمر الصحفي، يشير إلى اندراج المؤتمر الصحفي برمته في مسار الخطاب السياسي الحوثي على مستوى الداخل والخارج.


ثالثاً: الوثائق والشهادات:

1- من المفترض التركيز بصورة شبه كلية على ما قيل إنه وثيقة تناولت أسماء المنفذين للاغتيال، في عملية العرض، وتحديد مصدرها، وكيفية الحصول عليها، بدلا من التركيز على وثيقة لاحقة لعملية الاغتيال بشهور (ملاحظات حولها لاحقا).

2- الوثيقة المفترض ورود الأسماء فيها، ذات أهمية قصوى لتعلقها باغتيال رئيس دولة، وكونها كذلك فمن المرجح أن تكون وثيقة استخباراتية مهمة، من المستبعد أن تذكر بعض الأسماء المشتركة في اغتيال الحمدي ثم تقول "وآخرين" كما طرح المؤتمر الصحفي الحوثي، إضافة إلى تناقضها مع ما أورده ما وصف بأنه أحد شهود العيان.

3- أورد التقرير، خلاصة الوثائق والشهادات، أسماء ووظائف لمتواجدين أثناء عملية الاغتيال، بينهم سائق الغشمي، وهذا تولى منصبا مهما في ظل سلطة الانقلاب الحوثي، والمفترض التحفظ على من وردت أسماؤهم وصفاتهم إلى أن يحدد القضاء وضعهم في القضية كشهود أو مشاركين.

4- أورد التقرير ما اعتبره شهادة أحد الحاضرين، الأقرب إلى مكان الاغتيال "الاستراحة"، قدوم علي عبدالله صالح ومرافقه إلى مكان الاغتيال، "متنكرين بملابس نسائية" ويلفان فرشا داخله جثة، ثم خروجه، ملثما، مع الملحق العسكري السعودي صالح الهديان الذي بدوره أتى إلى موقع الحادث متنكرا، وحول الأمر يتبادر الكثير من الأسئلة، مثل: كيف عرف الشاهد، الذي يظهر بوضوح أنه كان أحد الحراسات، هوية صالح ومرافقه كونهما حسبما قال تنكرا بملابس نسائية؟ والتنكر يقتضي تغطية الوجه بصورة نسائية ما يجعل أداة التنكر المفترضة، ما يعرف في اليمن ب"الشرشف"، وكيف وهو أقرب الحراس إلى الاستراحة (موقع الاغتيال) لم يمنع نساء مجهولات إحداهما كانت تسوق سيارة –في ذلك الوقت- من الدخول إلى مكان يفترض أن يضم مسؤولين كبارا في الدولة ويُجهز لاستضافة رئيس الجمهورية، مع أن ما أورده الشاهد يثير الريبة لدى الشخص غير الأمني، فكيف بأحد حراس شخصيات مرموقة في الدولة، ثم ما المبرر للملابس النسائية عند الدخول فقط، وكذا دخول الهديان ملثما، وخروجه بدون لثام، وما الداعي خروج صالح ملثما؟!

5- الشاهد قال إن باب الاستراحة أغلق بعد حضور الحمدي، ومن التقرير، كان بالاستراحة، نحو ثمانية أشخاص بينهم الحمدي والأربعة السعوديين، فكيف أتى الجزم أن علي عبدالله صالح هو من باشر بإطلاق النار؟ ومعلومة كهذه تقتضي شاهدا من الاستراحة نفسها ومن بين هؤلاء الثمانية على الأقل، فإما أن يكون الشاهد سعوديا أو أحد المتوفين، وهذه فرضيات مستحيلة، أو أن يكون الشاهد من الدائرة الضيقة جدا لعملية الاغتيال، وبالضرورة مشاركا يقتضي من الحوثيين الإعلان عن اسمه والتحفظ عليه كمتهم وتسليمه للقضاء.

6- أورد التقرير أن مباشر القتل صالح والهديان ومرافق الأول، ثم جعل صالح هو المباشر الرئيسي، وهنا أيضا، ما مصدر المعلومة؟ وكيف تم تقسيم المباشرين إلى مباشر رئيسي وغير رئيسي؟

7- أورد التقرير أن الرئيس الراحل علي عبدالله صالح أصدر توجيهات للأمن الوطني بإشاعة أنه كان متواجدا في تعز أثناء عملية الاغتيال. المفترض من سلطة الحوثي عرض مثل هذه التوجيهات كونها من وثائق أجهزة سلطة تقع تحت سيطرتها في صنعاء، وإن تغيرت المسميات، خصوصا وقد حصلوا على وثيقة أمريكية كما يزعمون ترصد مراسلات حكومية سعودية.

8- الوثيقة التي استعرضها مقدم التقرير في المؤتمر الصحفي للتوجيه المعنوي الواقع تحت السلطة الحوثية الانقلابية بصنعاء، هي صورة مفترضة عن وثيقة حكومية أمريكية. والأسئلة التي تتبادر إلى الذهن بشأنها، كثيرة من بينها: لماذا الوثيقة مكتوبة باللغة العربية وليس الإنجليزية؟ وهل الترجمة هي أمريكية أيضاً؟ وكيف تم اختراق المراسلات الحكومية الأمريكية؟ ومن قام بعملية الاختراق، خصوصاً وأن ما سمي بالوثيقة لم يكن من المفرج عنه من وثائق الخارجية الأمريكية الخاصة بالشرق الأوسط في السبعينيات؟ وهل كانت الوثيقة تقريراً يومياً؟ مستحيل كونها تتحدث عن فترات زمنية مختلفة من مراسلة الهديان حتى وصول المسؤول السعودي، في مكتب سلطان بن عبدالعزيز عن الملف اليمني، إلى صنعاء؟