انتفاضة أسقطت الأمبراطورية المتسلطة (ترجمة)

تقارير - Monday 09 December 2019 الساعة 09:18 am
نيوزيمن، ترجمة خاصة:

بعد أربعين عاماً من الثورة الإيرانية، يبدو أن نظام طهران حقق أحد أكثر أهدافه طموحاً، إنشاء "هلال شيعي" يمتد عبر العراق وسوريا ولبنان إلى اليمن، مع سيطرة إيران على البحر المتوسط، لكن الهيمنة الإيرانية أهملت عنصراً حاسماً.. الملايين من الناس الذين يكرهون هذا الحكم المتسلط.

أدت الانتفاضة ضد النفوذ الإيراني خلال الشهرين الأخيرين إلى طرد للوزراء التابعين لإيران في لبنان والعراق، وفي الوقت نفسه، هزت أشهر من المظاهرات إيران، احتجاجا على الأموال التي يهدرها النظام على مغامراته الأجنبية ودعم مليشياته في الخارج على حساب الشعب وقوته، وأظهرت تلك الانتفاضة الداخلية غضبا شعبيا عند مستوى لم يشهده منذ خلع الشاه عام 1979.

فلقد ساعدت الصفقة النووية للرئيس باراك أوباما على تلاشي غضب الإيرانيين، وكان هذا يعني مئات المليارات من الدولارات للنظام الإيراني، لكن المواطنين لم يروا المال قط، فقد استخدم حكامهم الأموال لدعم عملائهم من حزب الله في لبنان، ولإنقاذ حكم بشار الأسد الدموي في سوريا، ولتمويل المليشيات الشيعية التي تساعد على إبقاء العراق تحت إبهام طهران ودعم مليشيات الحوثيين في اليمن.

وتميزت الانتفاضة التي اندلعت بسبب ارتفاع أسعار البيض في ديسمبر 2017 بهتافات مثل "الموت للديكتاتور" و"الموت لحزب الله" و"اتركوا سوريا وغزة وفلسطين وفكروا فينا".

فيما تميزت الانتفاضة التي اندلعت بسبب الارتفاع الحاد في أسعار الوقود في الشهر الماضي، بهتافات مثل "لا مال ولا غاز.. فسحقا لفلسطين".

كما أن شعب العراق ولبنان يكرهون الإمبراطورية الإيرانية أيضا، فقد تم إحراق القنصلية الإيرانية في مدينة النجف ثلاث مرات خلال الشهرين الأخيرين من الانتفاضة، والتي كانت الأكبر في بغداد والجنوب الذي يهيمن عليه الشيعة.

ففي لبنان، ترى كتابات على الجدران، "ثورة ضد الخوف" و"هنا لبنان.. وليس إيران"، و"حزب الله هو الإرهاب".

وكان هناك الكثير من العوامل المشتركة بين الانتفاضات في البلدان الثلاثة، المتظاهرون يأتون من مختلف الحياة، ويشكون من الفساد الذي سلبهم ليس فقط من سبل عيشهم، ولكن آمالهم، ويسألون لماذا هم فقراء للغاية عندما يكون قادتهم أثرياء للغاية، إنهم لا يطالبون بإصلاح الحكومة بل بالإطاحة بها ومنع التدخل الايراني.

وتم قمع تمردهم السلمي، ففي العراق ولبنان، ذبحت المليشيات التي تدعمها إيران المئات، وفي إيران، قتلت قوات الأمن أكثر من ألف من الأبرياء منذ 15 نوفمبر.

ويبدو أن حمامات الدم أوقفت الانتفاضة في جميع أنحاء إيران في الوقت الحالي، لكن العقوبات التي فرضها الرئيس ترامب ما زالت تضغط على النظام الإيراني، في حين أن الاقتصاد العراقي واللبناني يسير نحو موت سريري.

إنها مسألة وقت فقط حتى يظهر ظلم جديد وفساد كبير لا يتم تغطيته في الوقت المناسب، زيادات هائلة في سعر بعض أساسيات الحياة، أيا كان يؤدي إلى ثوران آخر.

* صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية