"المصاقرة" تستنفر أحلاف الحدا.. محرقة حوثية في غياب الشهود وخذلان القبائل

السياسية - Friday 13 December 2019 الساعة 10:15 pm
ذمار، نيوزيمن، خاص:

جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترتكبها المليشيات الحوثية بحق قرية المصاقرة في مديرية الحدا بمحافظة ذمار وسط اليمن.

عشرات القتلى والجرحى ومئات المعتقلين من أهالي المصاقرة في الحدا بمحافظة ذمار تحت التنكيل والبطش الهمجي الحوثي، ولم تتدخل أي من القبائل والأحلاف القبلية والاجتماعية لوقف الظلم والعدوان ونصرة الأهالي الذين انفردت بهم قوة غاشمة على مدى يومين من الحصار والقصف والاستباحة والتدمير والاعتقالات الجماعية.

وبينما يفرض الحوثيون تعتيماً مطبقاً على الأحداث الجارية في المنطقة الريفية البعيدة عن مركز المحافظة، تواصل الحصار والضرب والاختطافات في القرية لليوم الثالث توالياً، وتعطلت إقامة صلاة الجمعة في البلاد للمرة الأولى.

وبحسب معلومات خاصة وروايات متطابقة لناشطين جمعها نيوزيمن، بدأت الأحداث الأربعاء عندما داهمت أطقم حوثية القرية واقتحمت منزلاً على ساكنيه من النساء والأطفال بحثًا عما يقولون إنها أملاك لمغتربين يريد الحوثي الاستيلاء عليها.

وأمام العنف والاقتحام وترويع النساء اشتبك الرجل مع المسلحين وناصرته القرية وقتل مسلح حوثي، قبل أن تعود المليشيات بحملة عسكرية كبيرة جداً وجهتها لحصار القرية وقصفها بالمدفعية والقذائف الثقيلة والأسلحة المختلفة ليومين متتاليين ودمر القصف منازل كثيرة وسقط قتلى وجرحى بأعداد غير محددة لانقطاع المعلومات واستحالة التواصل مع السكان.

وأكد لنيوزيمن مصدر أهلي قريب من المصاقرة، مساء الجمعة، استمرار الحصار الحوثي للقرية بعد حملة مداهمات واقتحامات همجية طالت كافة المنازل ونفذها المئات من المسلحين الحوثيين، ووصل عدد المعتقلين والمختطفين إلى أكثر من مائتي شخص بينهم أطفال ومن أعمار مختلفة، وفقاً لتقديرات متقاربة استقصاها نيوزيمن.

وأشارت المعلومات إلى أن المسلح الحوثي الذي قُتل يوم الأربعاء، لقي مصرعه خلال اقتحامه منزل الأسرة وتواجده داخل المطبخ وسط صياح وهلع النساء. ومن ضمن الضحايا والمصابين أسرة كاملة امرأة وبناتها وولدها.

وشدد أكثر من مصدر إضافة إلى ناشطين على الرواية المتطابقة للأحداث، بخلاف الرواية الحوثية السائدة والوحيدة والتي عادت عقب استباحة القرية إلى التحدث عن القبض على "خلية تخريبية" كما ذكرت وكالة سبأ (نسخة المليشيات الانقلابية) منسوباً لوزارة الداخلية التابعة لها بصنعاء، والتي أعلنت مساء الخميس "انتهاء الحملة بنجاح" (..)، فيما لا تزال القرية محاصرة وتحت التنكيل والبطش حتى الساعة.

واعتمدت المليشيات نهجاً قمعياً عنيفاً دون هوادة أو محرمات ضد المناطق والقرى والتجمعات القبلية والسكانية، مع تزايد مخاوف الحوثيين من احتمالات نشوء وتخلق حالات تمرد ورفض وانتفاضات محلية، واتخذت من القمع طريقة للترويع وإرهاب القرى والقبائل.

بيان أول: استنفار أحلاف القبائل

إلى ذلك حصل نيوزيمن على نسخة من بيان أول منسوب إلى أهالي وسكان المصاقرة جاء فيه:

الأخوة الغيورين من أبناء الحدا زيادي وبخيتي وعبيدي مشايخ وعقال وأعيان وأفراد القبيلة الأعزاء..

لا يخفاكم ما جرى على قرية المصاقرة من هجوم ظالم وغاشم من قبل أنصار الله من قبيلة الحدا وما تلقوه من دعم وتعزيز عسكري من المحافظة معتدين على الحرمات والأعراض والأنفس ضد الأبرياء ودون سابق إنذار أو اتهام حقيقي، وما تلاه من سفك للدماء ومداهمة المنازل وهتك أعراضها وترويع ساكنيها من نساء وأطفال وتشريد أبنائها واعتقالهم لأهالي القرية من مساكنهم وحصارهم وبطرق بشعة لا تجيزها أحكام الإسلام ولا أعرافنا وأسلافنا القبلية ولا قيمنا وأخلاقنا ومُثلنا العليا.

وعليه:

نتقدم إليكم باسم كل من تعرضوا لانتهاك أعراضهم التي هي أعراضكم، واقتحام منازلهم التي هي منازلكم، وسفك دمائهم التي هي دماؤكم التي هي دماؤكم، واعتقال أبنائها الذين هم ابناؤكم، فندعوكم جميعاً إلى الالتفاف الجاد والفعال وتقصي الحقائق من أرض الواقع، وعمل ما ترونه، فأنتم خلفاء الله في أرضه، ومسؤولون عن تحكيم شريعته للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ليس من باب التحريض وافتعال الفتن وإنما من باب ردع الظالم وإنصاف المظلوم وصيانة الأعراض والحرمات وتحكيم شريعة الإسلام الحنيف وأسلافنا وأعرافنا القبلية التي سار عليها أجدادنا الحكماء، وأنتم خير خلف لخير سلف، ولكم الحكم والرأي فيما ترون تلافياً لحدوث عواقب وخيمة تُسألون عنها أمام الله عز وجل.

والله ولي التوفيق والسداد.

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اخوانكم أبناء قرية المصاقرة