أدوات الموت الحوثية تحول دون عودة المهجَّرين للرمة بالمخا

المخا تهامة - Thursday 19 December 2019 الساعة 07:15 pm
المخا، نيوزيمن، خاص:

لم يشفع لوردة عبده، ضعفها وقلة حيلتها لدى مليشيات الحوثي، التي أجبرتها على الرحيل من منزلها في منطقة الرمة الواقعة شرق المخا، لتدفع بها مع المئات إلى حياة التشرد والنزوح.

كان ذلك عام 2017 عندما شعرت مليشيات الحوثي بتقدم القوات المشتركة لتحرير المناطق الريفية في المخا، حيث عمدت إلى زراعة آلاف العبوات الناسفة والألغام الفردية وكذا المضادة للمركبات الثقيلة.

لم يكن للمدنيين من خيار أمام هذا التوحش الحوثي الذي حول قراهم وحقولهم إلى ساحات ملغومة بما يجعلها أكبر الأماكن المزروعة بالألغام في العالم، سوى المغادرة طوعا وكانت وردة واحدة منهم لتستقر مع طفليها في منطقة الرويس ضمن مناطق المخا الريفية، وهي أماكن معزولة ونائية خالية من وجود المدارس والعيادات الصحية.

إضافة إلى ذلك أنها ظلت بعيدة عن أعين المنظمات الدولية التي تقدم المساعدات الغذائية والدوائية للأسر التي هجرتها مليشيات الحوثي ودفعت بها إلى حياة الفاقة.

تقول وردة، إنها تشتاق للعودة إلى بلدتها الريفية التي لطالما قضت فيها أحلى الذكريات وأمرها، لكن ألغام المليشيات تحول دون ذلك.

تضيف، إن الفقراء ممن كانوا يعيشون على رعي الأغنام دفعوا الثمن دون أن يجدوا من يساندهم في هذه الأوقات الصعبة وتُركوا بمفردهم يصارعون من أجل البقاء.

تعيش تلك المرأة وطفليها حياة صعبة، وهي حياة لا تختلف عن الأسرة التي نزحت من قراها وفضلت البقاء في أماكن النزوح لعجزها عن العودة إليها، بسبب أدوات الموت الرابضة بصمت تحت التراب.