عبدالعزيز الشجاع لـ“نيوزيمن“: لا يُنصح بالاعتماد على الشِّعر كمصدر للدخل باليمن

متفرقات - Sunday 29 December 2019 الساعة 09:41 am
نيوزيمن، حوار/ عبدالله الشادلي:

 يتحدث الشاعر الشاب عبدالعزيز الشجاع، في حوار مع “نيوزيمن“، عن بداية مسيرته في مجال الشعر والأدب، وكتابة القصائد الغنائية، التي صدح بها عديد من الفنانين والمطربين في الساحة اليمنية. 

 وقال الشجاع، إن القريحة الشعرية تولدت لديه بسبب معاناته لفراق والدته، بعد انفصالها عن والده في العام 94م، في حين نصح بعدم الاعتماد على الشعر كصدر رئيس للدخل في اليمن.

 وأضاف الشجاع، إنه "بالإمكان تصنيف المجال الفني والأدبي بشكل عام مصدراً فرعياً للدخل، ولا يُنصح بالاعتماد عليه كمصدر رئيس في بلادنا".

 فإلى نص الحوار: 

 ▪عبدالعزيز الشجاع.. حدثنا في سطور عن نفسك؟

 عبدالعزيز الشجاع، من مواليد العام 1983، أكملت الصف الثاني ثانوي فقط؛ بسبب الحالة المعيشية آنذاك، ولم أتمكن من إكمال تعليمي. 

 ▪متى وكيف بدأت نظم الشعر؟

 وضعت يدك على الوجع، وذكرتني بالمواجع.. الشعر هو من جاءني نظرا لمعاناتي لفراق والدتي بعد أن انفصلت عن والدي في العام 1994، وغادرت إلى جمهورية مصر وعاشت عند إخوتي وكان عمري حينها 10 سنوات تقريبا، وكنت أراسل والدتي عبر صندوق البريد برسائل تحتوي على مخزون شعري غير مرتب، لكن في العام 2000 كتبت أول محاولة شعرية. 

 ▪كيف اكتشف عبدالعزيز الشجاع موهبته الشعرية؟

 تولدت موهبتي من معاناة فراق والدتي –الله يحفظها ويجمعني بها على خير مجددا- حيث كان يشاهد من حولي ما أكتبه إلى والدتي، وشجعوني على نشره في الصحف المحلية. 

 ▪هل شاركت بفعاليات أدبية خارج اليمن؟ وماذا عن المشاركات على المستوى المحلي؟

 بالنسبة للمشاركات الخارجية، لم أتقدم بالطلب في أي مسابقة، إلا مرة واحدة وتمت إجازتي، وطُلِب مني تجهيز جوازي وما يتبعه، من تأشيرة وغير ذلك، من قبل إدارة برنامج أمير الشعراء أعتقد في العام 2013 أو 2014، لكن ظروف البلاد حالت دون المشاركة والسفر إلى خارج البلاد. أما بالنسبة للمشاركات المحلية فقد شاركت في مسابقة صدى القوافي 2013 وكذلك مرة أخرى في صدى القوافي 2014 وكانت تعرض المسابقة على قناة اليمن اليوم الفضائية، وتأهلت وتمت إجازتي من قبل لجنة التحكيم ولكنني انسحبت بعد تأهلي لأسباب أخرى. 

 ▪هل تكتب الشعر الفصيح والشعبي؟ 

 أكتب الشعر الفصيح والشعر الشعبي، والشعر الغنائي على وجه الخصوص.

 ▪أيهما أهم من وجهة نظرك: الشعر جزيل المعاني والدلالات أم ملكة الإلقاء أثناء قول الشعر؟

 الشعر هو شعور يترجم إلى أشعار وقصائد تلامس همومك وهموم الآخرين، تحاكي معاناتهم وشموع أفراحهم.. أما بالنسبة لي، فالأهم هو الجزالة السلسة المفهومة لدى الناس وليس الجزالة المعقدة.

 ▪حدثنا عن مساهماتك في إثراء الأغنية اليمنية؟

 تغنى بكلماتي كثير من الفنانين، منهم: الفنان يحيى رسام، والفنان يحيى عنبه، والفنان ثابت البذجي، والفنان محمد عروة، والفنان محمد جمعان، والفنان سعيد الحاشدي، وآخرون، منهم الفنان القطري من أصل يمني محمد عوض السعدي.

 ▪من هو أكثر فنان تغنى بكلماتك؟ ومن هو أقربهم إليك؟ 

 أكثر فنان تغنى بكلماتي وأقربهم إلي هو الفنان والصديق العزيز يحيى رسام، ويليه الفنان يحيى عنبه.

 ▪هل تلحن ما تكتبه؟

 يقولون كل شاعر فنان وليس كل فنان شاعر. نعم في بعض الأحيان تولد القصيدة ملحنة جاهزة، وحينها أسمع لحنها للفنان الذي يطلبها بصوتي المتواضع.

 ▪لك مساهمات في المجال الإنشادي؟

 لا أميل كثيراً للجانب الإنشادي ولا أكتب قصائد إنشادية إلا نادراً، ولم ينشد من كلماتي سوى المنشد أشرف الشجاع وبعض زهرات المدارس، وبعض طلاب الجامعات اليمنية التي أتعهد حفلات التخرج فيها.

 ▪اسمح لي أن أسألك: هل يعتبر هذا المجال مصدراً للدخل؟ في حال كانت الإجابة “لا“.. متى سيكون كذلك؟ 

 الشعر ليس مصدراً أساسياً للدخل، ولكن بالإمكان تصنيفه كمصدر فرعي، مع ذلك لا ينصح بالاعتماد عليه مصدرا للدخل في بلادنا، سابقا كان لدي مقابلة أسبوعية أو كل شهرية في قناة اليمن الفضائية، وكنت استفيد ماديا من المقابلات، لكن منذ ديسمبر 2017 امتنعت عن الظهور إعلاميا لأسباب شخصية. 

 أما من الفنانين، فأنا أتحصل على مبالغ مادية لا باس بها، لكن في الأول والأخير ليست المادة أكبر همي، فالمقام الأول إيصال رسالتي الأدبية لعامة الناس والمساهمة في ترميم الأدب اليمني الذي جار عليه الزمان. 

 ▪ماذا قدمت لك اليمن؟ هل تشعر أنها أنصفتك؟

 "خل الطبق مستور يا غالي".. بلادنا منجم ثمين فيه العديد من المجوهرات الشعرية والفنية والفكرية... الخ؛ ولكن للاسف تم استبدال اكتشاف المجوهرات والتنقيب عنها بوأدها في الأرض السابعة، وبالمقابل قمت أنا وستة من زملائي الشعراء بتأسيس نقابة شعراء اليمن في عام 2015 وأسسناها وعملنا بجد في التأسيس، وفي منصبي الذي كلفت به نائبا للمدير الثقافي بنقابة شعراء اليمن، لكن رئيس النقابة المكلف والمعين من قبلنا استغل النقابة ماديا، ودمرها ثقافيا.

 ويختم "نيوزيمن"، هذا الحوار مع الشاعر عبدالعزيز الشجاع بنشر أول قصيدة نظمها، وشارك بها في مسابقة صدى القوافي في العام 2014.

 يا أُماه

 عاشت بأرشيف أُذُنيكِ انتقاداتي

 واستوطنت بِضفافِ الخدِ دمعاتي

 تاهت معي وجهِكِ المفقودُ أُمنيتي

 أُمي وما صوبت هدفاً سِهاماتي

 حيرانُ ما زارني حلٌ لِأسئِلتي

 ولا استقرت على جُرحٍ كِتاباتي

 أُردِدُ الحُزنٰ في جوفي وأكتُمُهُ

 فيظهرُ القهرٰ مِن شُطئانِ أبياتي

 مُحطمٌ أنا لا أملٌ ولا حُلُمٌ

 يكسوني زِياً غزلتُهُ مِن مُعاناتي

 لو تحصُرين جِراح الخلقِ أجمعها

 لساوئتها جِراحٌ مِن جِراحاتي

 لو كُنتُ ذا مالٍ ما كُنتِ فاقِدة وصلي

 لٰكِن فُقد المالِ سُوء الحالِ أناتي

 لكِ أُمي ناديت لا شيء رد علي

 كلستِ تقرينٰ سطراً مِن رِسالاتي

 ظنيتُ وصلكِ يا أُماهُ لي حُلُماً

 فصار وهماً بِأوطانِ الخُرافاتي

 ما كُنتُ أعلمُ أن البُعد طاب لكِ

 و لا يُهِمُكِ جرحي أو مُداواتي

 تُمسي بقلبي أشواقٌ فأوهِمُهُ

 أن اللِقاء قريبٌ مِن مُقيلاتي

 لِما طال هجرُك يا من أنتِ لِي أُما

 وصار وصلُكِ مِن أقسى عُقوباتي

 **

 دفنتِ في بلدِ الأهرامِ أُمنيتي

 فعِشتُ أكتُبُ كالأيتامِ مأساتي

 كتبتُ مِن حِبرِ الشِريانِ أجوِبةً

 والردُ أبعدٰ مِيلاد احتفالاتي

 قسيتِ قلبكِ تستدمِين ألبِستي

 وتجهلين بِلا ذنبٍ بِلا سببٍ نِداءاتي

 واقسوتاه 

 نُسيتُ فترعرعت أشواكُ في حقلي

 تبعثرت كُل أوراقِ الزُهيراتي

 ضيعتِ أيامي في همٍ وفي وهمٍ

 فرفرفت بِشواطِئ الحِرمان راياتي

 **

 بعيدةٌ شِئتُ أشكو موت أُمنيتي

 إليكِ فانتحرت باقي طُموحاتي

 غرِقتُ والبحرُ ناداكِ بِمُنقِذتي

 والردُ أغرق أُسطُول احتمالاتي

 فصِرتِ سبباً ألآ دمرٰ حياتي

 لِما أطلتِ هجريا واستبعدت بهجاتي

 سأعيشُ بعد اليوم يا أُماهُ لِتريني

 أصُبُ دمعي آه وأتوضئ بِدمعاتي